ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
“نؤكد أننا نتعامل مع وقائع وليس مع مثاليات” كلمات معبرة تختصر الرؤية السورية لآليات تعامل الأمم المتحدة مع كثير من القضايا الإنسانية والاغاثية والسياسية خلال سنوات الأزمة في سورية، هذه الآليات التي تم تسييسها في أغلب الأحيان خدمة للأجندات الأميركية مرة، وتنفيذاً لمخططات منظومة العدوان مرات عديدة.
كلمات مختزلة قالها عضو وفد سورية الدائم لدى المنظمة الدولية عمار عرسان صباح اليوم الجمعة خلال جلسة للجمعية العامة الأمم المتحدة، كلمات تعبر عن حقيقة عمل المنظمة الدولية طوال سنوات، وحقائق أخرى كثيرة سلط عليها الضوء كجهود الأمين العام للأمم المتحدة وجهود مبعوثه الخاص، التي كانت هشة خلال تيسيرهما للعملية السياسية، لأنها بالأساس كانت تتم تحت ضغط الحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة التي كانت المنظمة الأممية تتفرج عليها دون أن يكون لها أي دور فاعل في التصدي لها كونها تخالف الميثاق الأممي قبل كل شيء.
ليس هذا فحسب بل إن الأمم المتحدة – وهذا ما أكده الوفد السوري – عليها أن تلزم جميع الدول بالقوانين الدولية التي تحرم معاقبة الشعوب، وأن تكف عن سياساتها العدوانية، وأن تحترم مبادئ العمل الإنساني القائمة على احترام سيادة سورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
فالكثير من الدول التي تأتي تحت عباءة المساعدات الإنسانية لها أجنداتها الاستعمارية، والكثير منها يحاول تخريب الحلول السياسية والتدخل السلبي بمسار العملية السياسية، ومحاولة تخريب مسار آستنة وسوتشي، وفرض رؤاه على مسار الحوار السوري السوري في جنيف.
وما لم تتحرك المنظمة الدولية لفرض قراراتها وقوانينها وتوقف منظومة العدوان عن سياساتها تلك، وتجعلها توقف ضغوطها على الكثير من الدول لمنع تدفق الاستثمارات إلى سورية لإعادة إعمارها، فإنها ستظل تدور في حلقة مفرغة، وإذا كانت الأمم المتحدة فاعلة أو جادة فعلاً في هذا المسار فما عليها إلا تفعيل قراراتها التي تعتبر العقوبات وحصار الشعوب أمر غير شرعي، وبغير ذلك ستكون الأداة والمطية التي تحقق لاميركا أجنداتها ليس إلا.!.