تتسارع خطوات «صفقة القرن» الرامية لتصفية الحقوق الفلسطينية، والتي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرب الإعلان عن تفاصيلها هذا الاسبوع، بالتزامن مع زيارة كل من بنيامين نتنياهو وبيني غانتس زعيم تحالف «أزرق- أبيض» إلى واشنطن، وسط تأهب قوات الاحتلال تحسبا لتداعيات الإعلان عن بنود الصفقة المشؤومة، وتأتي تلك الإجراءات المتسارعة في ظل ازدياد رقعة التطبيع المجاني مع النظام السعودي.
وفي التفاصيل: رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مستوى التأهب في الضفة الغربية ابتداء من يوم أمس، بعد تسريبات لبعض بنود «صفقة القرن»، وذلك وسط مخاوف من اندلاع مواجهات واحتجاجات على خلفية النوايا الأميركية لنشر تفاصيل «صفقة القرن» المشؤومة في البيت الأبيض خلال الأيام القادمة.
في غضون ذلك، ألغى رئيس اركان الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي ندوة مخصصة لضباط جيش الاحتلال بسبب المخاوف المرتقبة.
ونشرت هيئة البث الصهيونية النقاط الرئيسة لمؤامرة صفقة القرن، مشيرة إلى أن أهم بنودها الأساسية تتركز حول ضم 30% من أراضي الضفة الغربية للكيان الصهيوني، وكذلك ضم المستوطنات الكبرى بالضفة ، على أن يتم إخلاء المستوطنات «غير القانونية» بالضفة الغربية، وكأن هناك مستوطنات قانونية وغير قانونية، علماً أن جميع المستوطنات هي في الواقع بؤر للاحتلال.
كما تتضمن تبادل أراض بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بدلاً من تلك التي ضمتها بالضفة، والأدهى من ذلك إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مساحة 70% من أراضي الضفة الغربية، بالتوازي مع ما سمتها الخطة حرية العمل العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الدولة الفلسطينية.
والشيء الأبرز والمثير للاستهجان إبقاء المناطق المقدسة بالقدس تحت سلطة الاحتلال، و نقل بعض الأحياء الفلسطينية بالقدس للسيادة الفلسطينية، إضافة إلى الاعتراف «بيهودية الكيان الإسرائيلي» ، ونزع سلاح المقاومة في قطاع غزة.
بالتوازي دعا رئيس ما يسمى حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان إلى طرح مشروع قانون خاص بضم غور الأردن في الكنيست للتصويت خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأعرب ليبرمان الذي زار غور الأردن أمس على حسابه في «فيسبوك»، عن أمله في أن يصدق الكنيست على مشروع القانون هذا قبل نهاية الأسبوع القادم، مبدياً مرة أخرى دعم حزبه لهذه المبادرة، الرامية بكل الأحوال إلى استكمال تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وسلب أراضيه التاريخية.
وذكّر ليبرمان نتنياهو بوعده ضم غور الأردن وجميع المستوطنات في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يحظى بدعم صهيوني أكبر من أي خطة أخرى منذ «خطة آلون.
وشدد ليبرمان الذي يلعب حزبه دوراً رئيساً في جهود تشكيل الحكومة الجديدة على أنه إذا لم يجر التصويت الأسبوع القادم، فإن ذلك يعني أن نتنياهو لا ينوي المضي قدماً في هذه الخطط.
هذا وتتواتر التقارير الإعلامية التي تؤكد التطبيع السعودي الرسمي الممنهج مع الكيان الصهيوني بشكل علني وفاضح، والذي أصبح سياسة ثابتة لنظام آل سعود.
وتأتي هذه التقارير في سياق جهود الدوائر الصهيونية في واشنطن وكيان الاحتلال للترويج للمؤامرة الأميركية الجديدة التي حاك خيوطها صهاينة البيت الأبيض، والتي ينوي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلانها تحت مسمى «صفقة القرن» في الأيام القادمة بحسب العديد من المصادر.
وآخر ما طفى على سطح العلاقات الرسمية السعودية الإسرائيلية، بعد الزيارات المتكررة بين الطرفين، وبعد التقرير الذي عرضته «القناة 12» في التلفزيون الإسرائيلي مؤخراً تحت عنوان «إسرائيلي في السعودية»، هو الإعلان عن قرارات لسلطات الاحتلال الإسرائيلي تسمح للإسرائيليين بالسفر إلى السعودية.
وذكرت القناة «13» في تلفزيون العدو أمس أن وزير داخلية الكيان أريه درعي وقع مرسوماً يسمح للإسرائيليين بالسفر إلى السعودية، طالما حصلوا على تأشيرة من الطرف الآخر، ووصفت القناة هذه الخطوة بأنها إضفاء للطابع الرسمي على واقع السنوات القليلة الماضية وتشكل تطورا تاريخيا في العلاقات الإسرائيلية السعودية.
وفي السياق ذاته رحب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أمس بزيارة محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ووزير العدل السعودي السابق، الذي زار مؤخراً معسكرا تابعا للكيان الصهيوني في بولندا كجزء من تقديم الولاء وفروض الطاعة للكيان الغاصب.
وتتواتر هذه التقارير في وقت يستضيف فيه ترامب في البيت الأبيض، الصهيونيان الإرهابيان نتنياهو وبيني غانتس زعيم تحالف «أزرق- أبيض»، للبحث في الصفقة التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الصميم، والاتفاق على موعد الإعلان النهائي لهذه المؤامرة التي يشارك فيها النظام السعودي بكل قوته.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 27-1-2020
الرقم: 17178