المطلوب والمأمول

الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد بكل مكوناتها وقطاعاتها يحتاج ليس فقط إلى قرارات استثنائية، وإنما لشريك خاص استثنائي، قادر بتلاحمه الحقيقي والكامل مع توءمه العام على إحداث فجوة لا خرم في جدار العقوبات الاقتصادية الجائرة والحصار الظالم الذي سيسقط عاجلاً أم آجلاً، كما سقط الإرهابيون في قبضة بواسل الجيش العربي السوري.
المناخ الاستثنائي هذا يتطلب وقفة استثنائية، تمكن القطاعين العام والخاص مجتمعين لا منفردين من إعادة ضبط إيقاعهما الإنتاجي على وقع المنفذ من خطط الماكينة الإنتاجية الصناعية على اختلاف أحجامها (من الورش الصغيرة إلى المعامل العملاقة)، من خلال وضع رؤية ورسم منهجية عمل وطنية جديدة قائمة على المكاشفة والمصارحة والتواصل والتكامل بين المؤسسات الحكومية واتحاد الغرف والصناعيين، يكون لها صداها وأثرها الإيجابي باتجاه إعادة ترتيب البيت الداخلي للقطاع الصناعي وتنظيمه وتمكينه من ممارسة دوره في العملية التنموية الاقتصادية الشاملة، ودعم ليرتنا.
هذا الملف الاستثنائي والحساس والمهم هو الذي دفع بالحكومة غير مرة إلى لقاء الأسرة الصناعية الخاصة (النسيجية ـ الهندسية ـ الكيميائية ـ الغذائية) لتبادل الأحاديث والأفكار والمقترحات والطروحات والآراء الجدية لا الودية فحسب، لوضع خريطة طريق مشتركة تقوم على إعداد ملف صناعي خاص بكل محافظة، وتوصيف واقع المنشآت المتضررة والمتوقفة وإعادتها للعمل والإنتاج، وتشجيع وتحفيز الصناعات التصديرية، وإنجاز برنامج إحلال المنتجات المحلية بدلاً من المستوردة تحقيقاً لمبدأ الاعتماد على الذات، وتعزيز صمود المواطن في مواجهة التحديات والحصار والعقوبات الاقتصادية، باعتبار أن الدولة هي الراعية الأولى والأخيرة لكل القطاعات (الصناعة ـ الأعمال ـ الاقتصاد..).
هذا كله وغيره، يحتاج إلى تحرك سريع لا متسرع من الشريك الحقيقي الخاص باتجاه تشكيل غرفة عمليات تكون في حالة انعقاد دائمة ومستمرة للوقوف على واقع حال كل قطاع وتوصيفه توصيفاً دقيقاً وتقديم المقترحات اللازمة ووضعها على طاولة الحكومة ومتابعتها لتفعيله وتأمين متطلبات نهوض هذا المارد العملاق وانطلاق عجلة قاطرة نمو اقتصادنا الوطني، دون أن ننسى أو نتناسى أن معادلتنا الصناعية لا تقبل القسمة إلا على اثنين (عين على العام والثانية على الخاص)، ما يؤكد مجدداً ضرورة وأهمية التحرك حكومياً باتجاه إصلاح القطاع الصناعي العام وتطويره ليستطيع الضلوع بمتطلبات مرحلة إعادة الإعمار بشكل أكثر فاعلية، وهذا هو المطلوب والمأمول في هذه المرحلة تحديداً.

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 27-1-2020
الرقم: 17178

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها