غياب مواد أساسية عن المائدة..أرقام جنونيـــــة وغيـــــر مســـــبوقة علـــــى مؤشــــر بورصـــــة الأســــــعار
فرضت الأسواق وأسعار المواد التموينية والغذائية واقعاً جديداً على السواد الأعظم من العوائل السورية وذات الشريحة الأكبر وتحديداً أصحاب الدخل المحدود منها، والتي بدأ بعضها بالاستغناء «تدريجياً» عن مواد أساسية ومتطلبات يومية تحتاجها المائدة منها» على سبيل المثال لا الحصر» مادة السكر التي قفز سعر الكيلو الواحد منها «بالجملة» إلى ٦٥٠ ليرة سورية دفعة واحدة، إضافة إلى اللحوم الحمراء التي لامس سعر الكيلو منها عتبة الـ ١٣ ألف ليرة، وكذلك اللحوم البيضاء التي سجلت بدورها أرقاماً جنونية وغير مسبوقة على مؤشر بورصة الأسعار في ظل صمت شبه كامل من المعنيين بحماية المستهلك ودون اتخاذ أي إجراء رادع من شأنه أن يلجم المتلاعبين بقوت المواطن.
بعض المواطنين أكدوا للثورة خلال جولة لها على أسواق محافظة القنيطرة أن أسعار أغلب السلع الغذائية والمواد الأساسية سجلت ارتفاعاً كبيراً مع بداية العام الحالي ما يدحض الآراء التي بررت ارتفاع الأسعار بزيادة الطلب على المواد في فترة الأعياد «الميلاد ورأس السنة»، ما شكل فرصة أمام التجار لزيادة الأرباح، وتسجيل حالة من الاحتكار ترافقت بفقدان بعض المواد.
وفي نظرة سريعة على أسعار بعض المواد الأساسية المسجلة في الأسواق نجد أن رز «س.ه» ارتفع من ٦٠٠ ليرة إلى ١٠٥٠ للكيلو الواحد، ورز الكبسة من ٨٠٠ إلى ١٣٠٠ليرة، وعبوة زيت القلي واحد لتر من ٦٠٠ إلى ١٢٥٠ليرة، وكيلو الفاصولياء بـ ٢٠٠٠ ليرة، في حين ارتفع صحن البيض ٥٠٠ ليرة، وكيلو البطاطا بـ٣٥٠ ليرة، والبندورة بـ٤٥٠ ليرة للكيلو الواحد والمسبحة من ٧٠٠ إلى ١٠٠٠ ليرة للكيلو، وعلبة المحارم من ٤٠٠ الى ٨٠٠ ليرة، والقائمة تطول ويصعب حصرها، حيث تختلف أسعار المواد الغذائية والمنتجات بحسب أماكن الأسواق ونوع المواد ومدى جودتها، إلا أنها في العموم مرتفعة ولا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين، مع العلم أن أسعار السمك و الفواكه والحلويات لم يتم التطرق إليها وإلى الارتفاعات التي طرأت على أسعارها التي أبعدتها عن موائد شريحة لا بأس بها من الأسر.
ورأى كثير من المواطنين أن نشرة الاسعار التي تصدرها مديريات التجارة الداخلية شكلية إلى حد بعيد جداً حيث يلاحظ أن ما هو مسعّر في النشرات اليومية مغاير تماماً لما يتم تداوله ضمن الأسواق المحلية، ومثال ذلك هو قيام وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتسعير كيلو السكر بـ ٣٥٠ ليرة بينما يباع بالمحال التجارية بـ 500 ليرة ونفس الكلام ينطبق على سعر زيت القلي والشاي، ولعل أصوات المواطنين التي تطالب بضرورة ملاحقة التجار وأصحاب الفعاليات التجارية الكبيرة التي تتحكم بالأسواق وتتلاعب بالأسعار.
ملخص القول: إن ارتفاع الأسعار أدى إلى عزوف كثير من المواطنين عن شراء مواد ضرورية كالسكر واللحوم الحمراء والزيوت والسمون والرز، وهناك كثير من المواد الغذائية التي دخلت ضمن قائمة «الكماليات»، كاللحوم الحمراء والبيضاء والفواكه وأصناف من الأجبان حيث لم يعد بمقدور العائلة الفقيرة شراء مثل هذه الأنواع، مع العلم أنها كانت من الضروريات ومتوافرة في كل منزل قبل الحرب الكونية الإرهابية التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من 8 سنوات، حيث بات أغلب المواطنين من ذوي الدخل المحدود يعتمدون على شراء منتجات وسلع رخيصة وبجودة متدنية على الرغم من الوعود التموينية التي لم تقنع حتى تاريخه المواطن ما لم يتحقق شيء على أرض الواقع.
القنيطرة – خالد الخالد:
التاريخ: الجمعة 31-1-2020
الرقم: 17182