قلب الطاولة على ترامب في فضيحة المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ربما لن يسمح لها بأن تكون رأساً على عقب خاصة لناحية “قنبلة” بولتون الموقوتة التي ربما تشكل بيضة قبان إقرار العزل، وهذا حتى الآن ممنوع.
يأتي ذلك بعد أن قرر البيت الأبيض عدم السماح لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون بنشر كتاب أعده، لتضمنه بشكله الحالي معلومات سرية، حسبما جاء في رسالة أرسلت إلى محامي بولتون.
وقال مجلس الأمن القومي الأميركي بعد اطلاعه على مسودة الكتاب، وهو إجراء يطبق على كل الكتب التي ينشرها موظفون سابقون في البيت الأبيض: إن المسودة تحتوي على معلومات سرية بعضها مصنف سري للغاية، ويمكن أن يتسبب في أضرار استثنائية خطيرة على الأمن القومي، والمسودة لا يمكن أن تنشر من دون حذف هذه المعلومات السرية، على حد قوله.
بالمقابل دحض تشاك كوبر محامي بولتون،ادعاءات البيت الأبيض، ورد بالقول: نحن لا نعتقد أن أياً من هذه المعلومات يمكن منطقيا اعتبارها سرية، وطلب في رسالته من مجلس الأمن القومي أن ينهي مراجعته للكتاب سريعاً، في ضوء إمكانية استدعاء بولتون للإدلاء بشهادته في إطار محاكمة ترامب، وكتب.. إذا تم استدعاء بولتون للإدلاء بشهادته، فيبدو مؤكدا أنه ستطرح عليه أسئلة ستتطرق إلى معظم المعلومات المتعلقة بمسألة أوكرانيا.
ويكشف بولتون في كتابه خصوصاً محادثة يمكن أن تضر بترامب الذي يواجه حاليا محاكمة لعزله في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وحسب بولتون، فإن ترامب قال له في آب 2019م إنه لا يريد الإفراج عن مساعدة عسكرية لأوكرانيا طالما لم تحقق سلطات كييف حول نجل نائب الرئيس الأميركي السابق الديمقراطي جو بايدن الذي يعتبر الأوفر حظا لمنافسته في الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني 2020م.
وبشكل حاد انتقد ترامب بولتون الذي أقاله في أيلول الماضي من منصبه، وفي تغريدة له قال إن بولتون “أقيل لأني لو استمعت إلى نصائحه، لكنا نخوض الحرب العالمية السادسة”..لقد رحل، وعلى الفور ألّف كتاباً مغالطاً وكله شر”.
ومنذ مغادرته للبيت الأبيض، تحدث بولتون علناً عن خلافاته مع ترامب، ومع بدء محاكمة الأخير، أعرب بولتون عن استعداده للإدلاء بإفادته في مجلس الشيوخ وهو ما يرفضه البيت الأبيض تماماً.
ويواجه ترامب محاكمة للبت بعزله في مجلس الشيوخ، أطلقها مجلس النواب على خلفية الفضيحة، بينما عززت هذه المعلومات موقف الديمقراطيين الذين يطالبون منذ أسابيع باستدعاء عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض بينهم بولتون للاستماع إلى إفاداتهم.
وقال النائب الديمقراطي آدم شيف الذي يترأس فريق الادعاء مخاطبا أعضاء مجلس الشيوخ المئة الذين يلعبون دور المحلفين في محاكمة ترامب: “هناك شاهد على استعداد إن تم استدعاؤه” للرد على أسئلة مجلس الشيوخ، لا تنتظروا حتى يصدر الكتاب في 17 آذار للحصول على أجوبتكم”.
والديمقراطيون على يقين بأن تبرئة الرئيس مرجحة، إذ يفرض الدستور الحصول على غالبية الثلثين (67 صوتا) لعزله في “الشيوخ”، لكنهم يأملون قبل أقل من 300 يوم من الانتخابات الرئاسية، أن يكسبوا المعركة من أجل الرأي العام، في وقت يستعد ترامب لإلقاء خطابه حول حال الاتحاد الثلاثاء في الكونغرس.
وحتى الآن فإن الجمهوريين في “الشيوخ” موحدون في دعمهم للرئيس، لكن المعلومات الواردة في كتاب بولتون أثارت بعض الشكوك بما قد يحمل بعض الجمهوريين المعتدلين للانضمام إلى الديمقراطيين في التصويت المقرر عصر اليوم حول مسألة استدعاء شهود.
وتحدث زعيم الديمقراطيين في المجلس تشاك شومر عن معركة شاقة لجمع الأصوات الـ51 الضرورية، لكنه رأى فرصة جيدة لتحقيق ذلك.
وحذر فيليب فيلبين من شلل على مدى أشهر في “الشيوخ” إذا تم استدعاء شهود جدد، فيما توعد جمهوريون من أعضاء المجلس بطلب الاستماع إلى شهود آخرين.
وواصل أعضاء مجلس الشيوخ أمس طرح أسئلتهم الخطية التي يتلوها رئيس المحكمة العليا جون روبرتس الذي يترأس المحاكمة، فيما كانت هذه الإجراءات أثارت بعض المواجهات بين فريقي الادعاء والدفاع.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 31-1-2020
الرقم: 17182