ينتشر باعة الخبز أمام الأفران وبالقرب من الطرق العامة المؤدية إليها بكثافة وبطريقة عشوائية شكلاً ومضموناً توحي بمظاهر سلبية، حيث يتجمعون بأعداد مختلفة من جميع الأعمار خاصة الأطفال وسط الناس يتراكضون ويصرخون وكأنهم في ملعب أو حديقة…!!
هذه الظاهرة… وهذه المشاهد نراها يومياً أمام معظم الأفران في مختلف المناطق منها ما تكون أكثر كثافة وازدحاماً كما هو الحال أمام أفران ابن العميد والزاهرة وقدسيا وغيرها الكثير ما يتسبب بإيجاد حالة من الازدحام والإرباك خاصة لجهة آلية عمل بيع الخبز من المنافذ وحركة المارة…!!
فهؤلاء بشكل دائم يشغلون (شبابيك) الأفران ويعوقون حركة البيع وتنقل المواطنين أمام أعين الجميع دون رادع أو رقيب..!!
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والجهات التابعة لها في هذا المجال أصدرت تعليمات وتعاميم واضحة تؤكد منع بائعي الخبز هؤلاء من التواجد أمام أي فرن وملاحقتهم ومعاقبتهم حسب الأنظمة والقوانين النافذة وشددت كثيراً على هذه الناحية لكن رغم ذلك لا تزال هذه الصور وهذه المشاهد أمام الأفران وتأخذ أشكالاً ومظاهر (شعبية) اجتماعياً وسلوكياً وأخلاقياً يرافق هذه الظاهرة اتباع أساليب غير مألوفة لبيع ربطة الخبز التي يصل سعرها إلى 200 ل.س وحدِّث ولا حرج عن هذه الأساليب والتصرفات التي تجعل المواطن في حيرة من أمره يضرب أخماسه بأسداسه…!!!
خاصة أن هؤلاء الباعة وبالأخص الأطفال يستعطفونه بداعي الحاجة وإذا كانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك غير قادرة أو لنقل غير جادة في معالجة هذه (العقدة) لوحدها… فلماذا لا تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدورها في هذا المجال إلى جانب قيام الشرطة أيضاً بمسؤوليتها..؟!
المتاجرة برغيف الخبز وبيعه أمام المخابز حالة مرفوضة غير حضارية وغير صحيحة لا اجتماعياً ولا اقتصادياً، فالدولة تنفق مليارات الليرات لدعم هذا المنتج وليصل إلى مواطنيها بسعر 50 ل.س للربطة الواحدة رغم أنها تكلف أكثر من 300 ل.س ما يستلزم معالجة هذه الظاهرة وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى لامبالاة وهدر وفساد في آلية بيع الخبر..!!
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 4-2-2020
الرقم: 17184