صفقة القرن تشرب مياه غور الأردن من فم أوسلو!!

يمكن رؤية تقاطعات مباشرة بين (صفقة القرن) واتفاقية أوسلو، وما آل وما سيؤول تنفيذهما التآمري إلى إنشاء ما يشبه (جيوباً فلسطينية) منفصلة مفككة أبعد ما تكون إلى تسمية الدولة.
كما أن التسلط المهين على الأجهزة الفلسطينية وجعلها تابعة لما يسمى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد تحول الآن إلى مرحلة جديدة، وهذا ما تطالب به الصفقة التي أطلق من خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسمية (الدولة الفلسطينية).
(صفقة القرن) فخ يصطاد الفلسطينيين في أجهزة (الأمن)، ومن الصعب أن نرى اليوم كيف يمكن أن يستعيد الشعب الفلسطيني ثقته بالحصول على حقوقه والتي تحطمت الآن بالكامل – وإن استعادة ثقة الشعب الفلسطيني ترقى إلى الانتقال من (التنسيق مع إسرائيل) إلى خطة (النضال والكفاح).
من الضروري أيضاً استعادة هذه الثقة من أجل الأمل في وضع حد لمعاناة الفلسطينيين، ويجب على القادة الفلسطينيين الذين يرغبون في عرقلة صفقة ترامب إقناع شعبهم بأنه يجب ألا يكونوا راضين عن أي تنازلات أخرى، فبعد كل شيء تظهر تجربة السنوات الثلاثين الماضية أن التنازلات تسهل ببساطة الاستيلاء الإسرائيلي المستمر على الأراضي المستعمرة وإضعاف الناس المحرومين.
المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، شريطة أن تكون جادة وليست وسيلة بسيطة للحصول على تنازلات، لكن خطة المتطلبات الأمنية المفروضة على الفلسطينيين – وهي خطة مباشرة وصريحة لدرجة أنها تصبح مثيرة للاشمئزاز – لا تعكس فقط (الرؤية) اليمينية لبنيامين نتنياهو، ومن الخطأ بسذاجة اعتبار دعم بيني غانتس وإيهود باراك للخطة ليس أكثر من مناورة انتخابية، كما قال باراك في هآرتس، فالخطة (تلبي جميع احتياجات إسرائيل الأمنية).
لم يدعم رابين وبيريز يوماً حق الفلسطينيين في تقرير المصير إلى حد أن يصبحوا دولة مستقلة، وتشير الفقرة الثانية من صفقة ترامب، المعنونة (أوسلو)، إلى أن رابين كان يتصور أن القدس ستبقى موحدة تحت السيطرة الإسرائيلية، ومع دمج أجزاء من الضفة الغربية في «إسرائيل» مع عدد كبير من المستوطنين ووادي الأردن؛ سيصبح باقي الضفة الغربية، إلى جانب غزة، خاضعين للاستقلال المدني الفلسطيني فيما سيكون، على حد تعبيره، (أقل من دولة). فكانت رؤية رابين هي الأساس الذي وافق عليه الكنيست على اتفاقيات أوسلو.
إن الظروف القاسية في غور الأردن تشير إلى النيات الإسرائيلية المبيتة، فعدد الفلسطينيين هناك (حوالي 80،000، بما في ذلك أريحا) وهو نفسه كما كان في عام 1967، حيث مئات الآلاف من الناس فروا وطردوا خلال نكسة جزيران، بعبارة أخرى، إن الخطوات الكثيرة التي اتخذتها (إسرائيل) من البداية مستوحاة من خطة التهويد، وقد خدمت غرضها ومنعت الشعب الفلسطيني من إعادة البناء، وتم تنفيذ هذه الخطوات قبل اتفاقيات أوسلو وتم تنقيحها لاحقاً مثل تعيين مناطق كبيرة كمناطق لإطلاق النار عسكرياً أو ما يسمى محميات طبيعية، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى الأراضي الزراعية بالقرب من الأردن، والاستيلاء على مصادر المياه واستنزاف المصادر التي يستخدمها الفلسطينيون، ومضايقة الرعاة والمزارعين، ومصادرة الأغنام وقتلها، وإصدار حظر البناء، ومنع توصيل شبكات المياه والكهرباء، وهدم المباني والبنية التحتية السكنية في كثير من الأحيان.
لهذا كله، في السنوات الأخيرة، كان هناك عنف متزايد من البؤر الاستيطانية بمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي، من قبيل طرد الفلسطينيين من أراضيهم. قلة من الناس يمكن أن تقاوم هذه الظروف القاسية، وبخلاف بقية الضفة الغربية، انخفض عدد الفلسطينيين في وادي الأردن بالفعل.
غور الأردن غني بالمياه، ولذلك تحفر إسرائيل الكثيرمن الآبار هناك لإيصال المياه للمستوطنين وللزراعة التصديرية المكثفة؛ يتم ذلك على حساب مياه الشرب للفلسطينيين وزراعتهم. لكن على الرغم من الحوافز المالية، لا يميل المستوطنون بشدة للعيش هناك في ظل الحرارة الشديدة في وادي الأردن، وبالتالي فإن أعدادهم هناك (حوالي 11000) لم تزد كثيراً أيضاً.
إن ضم وادي الأردن بحجة الاعتبارات الأمنية من شأنه أن يسمح «لإسرائيل» بتحويل كميات كبيرة من المياه – أي ما يعادل ثلث الكمية التي يستهلكها جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية – لصالح المستوطنين الآخرين.
على الرغم من أن خطة ترامب، (صفقة القرن) ليست غبية بل خبيثة، فهو – أي ترامب- يظهر جهلاً وتجاهلاً كبيراً للوقائع، ويتحدث بأسلوب استعماري جديد (للنمو)، متنكراً لتقارير وكالات التنمية الدولية. وهذا يدل على الكثير من المكر – مثل التصريحات المنتشرة بدهاء هنا وهناك حول كيف سيكون من الجيد للأردن والمنطقة بأسرها أن تسيطر (إسرائيل) على غور الأردن وبالتالي تحمي المملكة الأردنية من العناصر المعادية، وهنا يمكن ملاحظة الخطوط المباشرة بين خطة ترامب واتفاقيات أوسلو وتنفيذها الاحتيالي.
RESEAU INTERNATIONAL

ترجمة: محمود لحام
التاريخ: الأحد 9-2-2020
الرقم: 17188

 

 

 

آخر الأخبار
الخارجية ترحب بمبادرة قطر: خطوة حاسمة لتلبية الاحتياجات الملحة للطاقة في سوريا الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا