يراهن أردوغان فيما تبقى من الوقت على حماقاته، بعد أن تهاوت رهاناته على إرهابييه الذين يندحرون ويتساقطون أمام الجيش العربي السوري الذي يتقدم بشكل مطرد على جبهات حلب وإدلب.
معركة الحسم قد بدأت وما على النظام التركي إلا أن يستوعب ويقبل هذه الحقيقة رغماً عن أنفه، والأهم من ذلك عليه أن يفهم أيضاً أنه يستحيل الرجوع إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت الأثمان، فالدولة السورية وبدعم وتنسيق مع حلفائها قررت حسم ملف التنظيمات الإرهابية في إدلب، وخاصة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي كان ولا يزال يشكل رأس حربة لأردوغان لتنفيذ مشاريعه وطموحاته الإخوانية والعثمانية ليس في سورية فحسب، بل على امتداد جغرافيا المنطقة بأسرها.
أردوغان لا يزال يدير دفة عدوانه بفائض الحماقة، ولاسيما أنه بات يمتلك فائضاً كبيراً منها، واستمراره بهذا السلوك وبهذه المقاربة الكارثية لتطورات وتحولات اللحظة لن يسرع من هزيمة إرهابييه في سورية فقط، بل سوف يؤدي الى إسقاط وضرب مشروعه الاخواني في المنطقة بشكل عام.
التعزيزات التي يواصل النظام التركي إرسالها لحماية جنوده المحتلين وإنقاذ إرهابييه لن تغير أو تؤثر في إستراتيجية دمشق حيال المعركة ضد الإرهاب والتي ينفذها الجيش العربي السوري بكفاءة وشجاعة استثنائية، ولن تؤثر كذلك في سير المعارك ولا حتى في عرقلتها وتأخير خطواتها لحظة واحدة، ذلك أنه لا عودة إلى الوراء، وكل المقاربات والحلول التي تطل برأسها من هنا وهناك، يجب أن تحط رحالها في الميدان من حيث انتهى رجالات الجيش العربي السوري، وهذا الأمر يجب أن يكون الحامل والعنوان الأبرز للمرحلة المقبلة، بحيث تنطوي تحته كل التفاصيل والتفاهمات.
اللص أردوغان لم يعد يمتلك سوى خيارات الهزيمة، وهذه حقيقة يتوجب عليه فهمها جيداً، بعيداً عن حفلات الضجيج واستعراض العضلات التي يقوم بها بعد كل هزيمة على الأرض.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 11-2-2020
الرقم: 17190