أعلى تكلفة وأكثر ضرراً!

لطالما كان فصل الشتاء هو الأكثر قرباً وحباً إلى كثير من الناس، ليس فقط لأجل هدوئه وسكونه وطقوسه الجميلة، إنما لأنه الفصل الذي يتيح لهم التمتع بالمسير في الهواء الطلق وملء صدورهم بذراته النقية المفعمة بالأوكسجين.
لكن هذا الاعتقاد يبدو أنه ذهب أدراج الرياح لدى سكان دمشق ومجرد التقاط الأنفاس في شوارعها ربما بات يحتاج إلى قناع للوجه أو (كمامة) لترشح الهواء من جزئيات التلوث العالقة به وإبعاد ضررها عن رئتي المواطنين سواء من العابرين لشوارعها أم من سائقي السيارات الخاصة أو من مستخدمي وسائط النقل الأخرى، والناتجة بشكل مباشر عن الباصات القديمة وعوادم السيارات التي تنفث دخانها الأسود في وجوههم وتحرمهم استنشاق شيء من الهواء النقي.
للمفارقة فقد تحدثت وزارة النقل عن استيراد أعداد كبيرة من السيارات من البلدان التي لا تراعي الشروط البيئية في صناعتها (لعدم إدراج هذه المواصفة في إجازة الاستيراد) رغم إقرارها عبر دراسة أجرتها بأن وسائل النقل نظراً لقدمها هي مصدر رئيسي للتلوث، ولأن أسطول النقل الجماعي الخاص والعام الذي يعمل على المازوت خال من المعايير الفنية والسلامة، ولا تراعى فيه الاعتبارات البيئية ولو بنسبة ضئيلة…الخ.
أما فيما يتعلق بوزارة الإدارة المحلية والبيئة باعتبارها الجهة المعنية بالحفاظ على البيئة من التلوث فلا يزال ما تحدثت عنه قبل أعوام من خطط لتخفيض مستوى التلوث في الهواء وتحسين نوعيته باعتماد جملة من المشاريع محددة ببرنامج زمني؛ مجرد خطط لم تدخل حيز التنفيذ رغم الزيادة في معدلات تلوث الهواء في مدينة دمشق.
ويبقى السؤال إلى كافة الجهات المعنية بالأمر إلى متى يتم التهاون في تنفيذ المهام المنوطة بها في مجال الحفاظ على مكونات البيئة وسلامة الإنسان، وتدوير الخطط الموضوعة من عام إلى آخر وحل بعض المشكلات في القطاعات الأخرى حلى حساب مسألة سلامة البيئة وصحة الإنسان التي تعد الأعلى تكلفة والأكثر ضرراً والتي لا يمكن أن يعوضها شي حال فقدها؟!.

هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 12-2-2020
الرقم: 17191

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية