جاءني جاري شاكياً رفيقة دربه، فوبخته لمعرفتي بمعظم ما تعانيه من غلاظته وبرودة دمه ومماطلته في تنفيذ طلباتها (الشرعية)، وإلقاء المسؤولية عليها بكل ما يتعلق بالأولاد وظروف الحياة الصعبة، ثم استوضحتُ منه طبيعة شكواه (الكيدية) بحقها، فقال:
– يا رجل أتعبتني جداً بسبب تدقيقها بتفاصيلي اليومية، وتفتيشها في جيوبي وجوالي عن الصديقات وتعليقاتهن، واستفهامها عن كل صغيرة وكبيرة تحدث معي بالعمل، وشكها بكل (شرود) تلاحظه عليّ أثناء متابعة صفحتي على الفيسبوك..؟!
فانبريت مدافعاً عنها:
– يا أخي معها حق بكل تصرفاتها هذه، وإذا كان هذا (مقياسك) لها كمصدر للتعب، فهي تستحق أن تطلق عليها الجهة الأكثر حرصاً عليك وعلى أسرتك كمؤسسة وهي بنظري (حكومة) متكاملة المواصفات.. فهي تربّي الأولاد وتسهر على راحتهم ولذلك تستحق لقب (وزارة تربية)، وتستقبل الضيوف وتكرمهم وتحادثهم بلباقة وتستحق لقب وزارتي (ثقافة وإعلام)، ولأنها تصنع القهوة والشاي والحلويات والأطباق الشهية وبقية الأطعمة فهي (وزارة صناعة)، ولأنها تنوّر عيشتك إذا كانت سعيدة وتسوّدها إذا كانت غاضبة فهي (وزارة كهرباء)، وما دامت ترد على تلفونات جاراتها وصديقاتها وزميلاتها وتقضي معظم وقتها على وسائل التواصل الاجتماعي فهي (وزارة اتصالات)، وكونها تستخدم كل أسلحتها الدفاعية إذا أشعلتَ غيرتها عليك بسبب امرأة أخرى فهي (وزارة دفاع)، ولأنها (تنقّطك) بالمصروف اليومي (تنقيطاً) فهي (وزارة مالية)، وتدير شؤون البيت بطريقة ذكية تجنبك الديون والتسول فهي (وزارة اقتصاد)، ولأنها تزرع الأمل في نفسك عندما تجدك محبطاً فهي (وزارة زراعة)…!
ــ مهلاً مهلاً لا تكمل أرجوك.. فهل تتكرم عليّ وتحسب حسابي بلقب واحد استحقه من فضلك، بعد أن وزعت على زوجتي كل هذه الألقاب..؟!
فقلت: إذا كانت أحوالك المادية ممتازة فأنت تستحق لقب (البنك المركزي) أما إذا كنت أشبه بديك منتوف ــ وهذه حالتك من دون مبالغة ــ فأنت (مواطن صالح)..!!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأربعاء 12-2-2020
الرقم: 17191