من ريفي حلب وإدلب وتلالهما الحاكمة حكاية نصر تتجدد فصولها تباعاً.. حكاية تخطها بندقية حماة الديار، ليأتي الخبر اليقين بأن لا تهديدات أردوغان ولا وعيده تثني بواسل الجيش العربي السوري عن استكمال مهمتهم الوطنية، ولا اعتداءات إرهابييه المتواصلة، أو شراكه المتربصة بمستجدات الطاولة السياسية وإحداثيات الميدان تثبط عزيمتهم.
أردوغان وإرهابيوه المأجورون أصبحوا بين فكي الهزيمة والانهيار كنتيجة طبيعية لإنجازات الميدان، وهذا ما تقوله المعطيات على الأرض، حيث يحقق الجيش العربي السوري المزيد من الانتصارات، ويطهر قرى وبلدات الشمال من رجس الإرهاب المأجور، أما التهديدات التي نسمعها من هنا أو من هناك، أو حتى الحشود والتعزيزات العدوانية المكثفة لقوات الاحتلال التركي ومرتزقته، فلا تعدو كونها استعراضات، لا يمكن قراءتها أو تفسيرها إلا باعتبارها تهديدات المفلس المهزوم الذي لا يملك في واقع الحال من قراره شيئاً.
صحيح أن النظام التركي بلغ مستوىً غير مسبوق من الناحية الإرهابية واللصوصية والإجرامية واللاأخلاقية عندما سمح لنفسه ولقواته الغازية -وهو القاتل والسارق والمحتل- التواجد في الشمال السوري، والتصرف وكأنه صاحب حق ومالك للأرض، إلا أنه إذا ما نظرنا بعين المحلل والمتابع لوجدنا أن هذا النظام لم يكن ليبلغ هذا الحد من التغول العدواني، لو لم تكن هناك دول وأنظمة إقليمية وأعرابية تدعم تحركاته الإرهابية، وإلا لماذا لم نسمع أحداً يدينه أو يطالبه بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية؟!، لماذا كل هذا الحراك الأممي المحموم لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري، أو حتى إعداد تلفيقات من النوع الكيماوي وإلصاقها به، ولماذا كل هذا التكالب الدولي لنصرة المعتدين وإرهابييهم على الأرض؟!.
الإجابة واحدة وواضحة.. فالصمود السوري يقضُّ مضاجعهم ويصيبهم في مقتل.
حتى وإن كان المشهد السوري في الشمال يحتمل أكثر من سيناريو، إلا أن المؤكد أن رياح الميدان تجري بما لا تشتهيه سفن أردوغان وإرهابييه، فتحرير عشرات القرى والمناطق مؤخراً، هي أول الغيث، ولكن هل وصلت الرسالة؟!.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 12-2-2020
الرقم: 17191