هذه القضية… مــن متنفـس أخضر إلى حالـــة يصعــب توصيفــها؟!…«القرماني»حديقة خارج الخدمة

 

ربما الاهمال والتقصير من جهة، والسلوكيات الخاطئة من جهة أخرى، حولت حديقة القرماني وسط دمشق من متنفس أخضر يقصده الجميع إلى مكان يصعب توصيفه يقيم فيه بعض الأشخاص الذين اتخذوا لهم من الكرتون المقوى ملجأ يحتمون به عند البرد والحر، هذا المشهد الغريب تجده جنوب شارع الثورة بمنطقة المرجة في حديقة «القرماني» التي كانت يوما أرضية لما يسمى «السوق العتيق» الذي أزالته محافظة دمشق في نيسان من عام 2006.

الحديقة التي تتوسط منطقة شديدة الاكتظاظ كونها تقع عند مداخل الأسواق الرئيسية وتجاور المدينة القديمة باتت بؤرة منفرة تزدحم بالأشخاص الذين يفترشونها، ناهيك عن بائعي المشروبات الساخنة الذين حولوا مساحات الأعشاب الخضراء إلى مكب «لتفل» الشاي والقهوة وغيرهما مما يبيعونه، والروائح المنفرة التي تنتشر في أرجاء الحديقة تمنعك من مجرد التفكير بالمرور خلالها، حتى إنه لم يتبق من 250 غرسة تم زرعها خلال فعاليات المهرجان البيئي «سوا ترجع أحلى» عام 2016 سوى بضع غرسات، كما لم يبق مقعد أومرفق من مرافق الحديقة إلا وأصبح خارج الخدمة، بينما أصبح الحمام الأثري الذي يتوسطها مكانا تعيث فيه الحشرات والقوارض.

حاولنا الاقتراب من بعض الذين يتكورون في الأكواخ التي صنعوها من الكرتون للسؤال عن وضعهم لكننا قوبلنا بالرفض والطرد وربما لو ألححنا قليلا كنا تعرضنا للضرب ولم نستطع أن نستفسر عن وضع هؤلاء الأشخاص، لكن معظم من يجاور تلك الحديقة من أصحاب المحال التجارية وبائعي البسطات أكدوا لنا أنهم ليسوا مهجرين كما يدعون، إنما هم عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين يمتهنون التسول ويتخذون من الحديقة مكانا ينامون فيه.
مدير الحدائق المهندس ياسر البستوني بين أن عماله يقومون يوميا بتنظيف الحديقة عبر ثلاث ورديات حتى إن بعضهم أصيب بأمراض فطرية نتيجة عمليات التنظيف اليومية حيث يمارس هؤلاء الأشخاص حياتهم في الحديقة وكل ما يتعلق بـ «الطعام، الحمام، النوم»، ومن ضمن ذلك تخريب ممتلكاتها، يجمعون الكرتون المتوفر وينامون عليه، ثم يتركونه في الصباح ليتحول إلى قمامة، مشيرا إلى أنه ورغم المحاولات العديدة مع أقسام الشرطة والشؤون الاجتماعية لمنع هؤلاء من المبيت في الحديقة إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، مؤكدا أنه لايوجد قوانين صارمة في هذا الموضوع، علماً أن الجهات المعنية تقوم بأخذهم إلى مراكز الإيواء التي تتوافر فيها ظروف إقامة لائقة لكنهم يعودون إليها بعد فترة قصيرة.
ويبقى ذلك المتنفس الأخضر رهن التعديات بأشكالها المختلفة بانتظار حلول تسعفه من وضعه الحالي!.

ثورة زينية

التاريخ: الأربعاء 19 – 2 – 2020
رقم العدد : 17196

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي