بين الحاجة والامتهان ..

وحده الواقع اليومي لمشاهد عدة في مختلف المدن والأحياء، وفي الشوارع والحدائق وغيرها يؤكد للعيان تزايد حالات ظاهرة التسول والتشرد بشتى الأشكال لشرائح مجتمعية عمرية مختلفة من أطفال ونساء وكبار سن، لدرجة باتت هذه الظاهرة تعكس العديد من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع بشكل عام.
ومع تعدد الأسباب لازدياد هكذا ظاهرة خاصة ما أفرزته سنوات الحرب على سورية وصعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعاناة من الفقر والمشكلات المجتمعية، إضافة لما يقوم به أشخاص من استغلال للأطفال وإجبارهم على التسول وتحقيق كسب مادي جراء ذلك، فإن ذلك أحدث عشوائية واضحة بين الحاجة والامتهان نظراً لسهولة ما يحققه الامتهان للتسول من جني للأموال عند البعض.
من جهتها كمعنية بالظاهرة ومعالجتها تؤكد وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بين الحين والآخر سعيها المستمر لمكافحة التسول والحد منه، بالتزامن مع انتشار ظاهرة التشرد والتي باتت خطورتها لا تقل أبداًعن التسول، إضافة لإحداثها دوراً ومكاتب لمكافحة الظاهرتين في كل محافظة من شأنها رصد ومتابعة حالات التسول والتشرد والعمل لمعالجتها بعد عرضها على مختصين وتقييمها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها لضمان عدم العودة إلى ممارستها.
وحتى مع الإحصائيات التي تصدر عن هذه المكاتب وما تسجله من رصد ومتابعة للعديد من الحالات بين فترة وأخرى، إلا أن واقع انتشار الظاهرة يعكس عدم جدوى وفاعلية ما يتخذ من إجراءات للحد منها، إذ سرعان ما تعود معظم الحالات التي رصدت وضبطت إلى التسول مرة أخرى حتى ولو تم تقييم الحالة على أن تسولها ليس بسبب الفقر أو الحاجة المادية.
الأمر الملفت في ذلك هو ما تعكسه ظواهر مجتمعية كهذه على ما قد يحدث من تسرب من المدارس والتعليم لأجل التسول لفئة من الأطفال قد تجبر على ذلك وما يسببه التسرب لاحقاً من مشكلات مجتمعية وسلوكية تحتاج حكماً للمعالجة من اختصاصيين في هذا المجال.
ومع عدم الاستهانة بجهود العديد من الجهات المعنية بالظاهرة ومكافحتها، إلا أن الواقع يتطلب تفعيلاً لمجالات العمل أكثر، سواء ما يتعلق بتشديد القوانين وفرض العقوبات والغرامات بحق من يستغلون الأطفال ومن يمتهنون التسول، أم لجهة معالجة الحالات المرصودة بالشكل المناسب أم لجهة التوعية المجتمعية بخطورة الظاهرة وسلبياتها والعمل التشاركي المنظم للحد منها.
مريم إبراهيم

 

التاريخ: الخميس 20 – 2 – 2020
رقم العدد : 17197

 

آخر الأخبار
فرص استثمارية واعدة على الكورنيش الجنوبي باللاذقية الهيئة الوطنية للمفقودين ":  300 ألف سوري فقدوا  خلال حكم النظام المخلوع أوكرانيا على خط الهاتف.. مكالمة تكشف صراع الإرادات بين واشنطن وأوروبا وكالة "قنا": قطر شريك إنساني وتنموي رائد في دعم سوريا نحو التعافي والإعمار رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء