ثورة أون لاين -فردوس دياب:
على حافة الحاوية، أم على حافة الهاوية، لا فرق أبداً، فكلاهما يوصلان الى الجحيم، خاصة في هذا الزمن القادم من أعماق المستحيل، غير أن الجلوس على حافة الهاوية لا يعني مطلقاً الوقوع فيها، فهناك احتمالات كبيرة للنجاة، كما أن هناك خيارات كثيرة للفرار والهروب نحو الأمان.
أما الجلوس على حافة حاوية للقمامة فهذا يعني أنك قد وصلت إلى عتبات من ظروف قاسية ،قد يخطفك المرض والموت كل لحظة، وبالتقسيط، لكن ليس بالتقسيط المريح، بل التقسيط الأشد وجعا وألماً، طعنة مقابل كل تنهيدة وغصة.
أن تجلس على حافة الحاوية وتهوي بعينيك الى أعماقها، فهذا يعني أن تلك الحاوية التي تتربع أحلامك على حوافها، قد أضحت مكباً للقيم الإنسانية التي باتت النفايات أثمن وأغلى منها بكثير، لأن تلك القيم والشعارات التي أصمَ بها الغرب آذاننا وأرواحنا لم تستطع أن تسد رمق فقير في هذا العالم الذي يحاصره الجشع والطمع والطغيان.
أن تجلس على حافة الحاوية وقدماك متدلية الى داخلها استعدادا للقفز إلى أعماقها، فهذا يعني أن الضمير الإنساني قد قدم استقالته على منبر الإنسانية ومضى بعيداً الى عوالم أكثر رحمة وشفقة من هذا العالم الأكثر حضارة على مر التاريخ، العالم الذي يتباهى بقتل الإنسان بشعارات الإنسانية التي تحولت الى كذبة تاريخية لذبحه من الوريد الى الوريد.
يحاصرنا العالم الغربي الذي يدعي الحضارة وحماية حقوق الانسان ويمضي بتقطيع أوصالنا، ويقطع عنا كل سبل الحياة من أجل إخضاعنا وإركاعنا وسلبنا حريتنا وكرامتنا وأرضنا وتاريخنا وخيراتنا، لكن هذا محال وفينا قلب يخفق، وروح تنبض، هذا محال وبين جوارحنا أبطال الجيش العربي السوري الذي يمتطون المستحيل ويعيدون كتابة الحاضر والمستقبل والتاريخ بدمائهم الزكية وتضحياتهم الجليلة.
تحية لرجالات جيشنا الباسل الذين يعيدون الأمل إلى شرايين الروح ونبضات القلب، فحال شعبنا الصامد لا بد أن يتغير الى الأحسن وما نشاهده من أوجاع متنقلة هنا وهناك مجرد كابوس عابر سوف ينجلي لا محالة، فالنصر بات على الأبواب.