من نبض الحدث… فمك يا أردوغان… يهينك

 

 

من رأى اردوغان وهو ينقلب على تركيا.. «السلطان» أصدر الفرمان بإعدام مستقبل بلاده من بين سطور خطابه إذا هو خسر المعركة في ادلب، أو حتى عاد بخفي حنين من ليبيا… ألم يقل إن التراجع في سورية يعني ثمنا باهظا مستقبلا ؟!
فجأة تحول البهلوان السياسي في اللعب على المتناقضات إلى مهرج من العيار الكوميدي الثقيل يكشف ما تحت أثواب حلفائه ويخلع ما عليه مرة واحدة.. ليقول بالفم الملآن: بإمكان أنقرة أن تتبع سياسات مستقلة إذا لم ينجدونا في ادلب.. وعلينا تغيير موازين القوى حتى لو بقينا بمفردنا.. فهل من كان معه هو ضده اليوم ؟!
المضحك في اردوغان أن لا أحد من حلفائه يريده كله ولا أحد يرميه كله.. هو على شفير التحالف مع الجميع.. فأوروبا التي تخشى تسرب ايديولوجياته الإخوانيه بكل تطرفاتها من ادلب إلى أحضانها لا تملك غير ورقته في سورية، وفي الوقت ذاته تخاف تسلله إلى ليبيا فتقلم أظافره بما يناسب مصالحها… حتى ترامب يرمي «بالسلطان» حطباً للمرحلة في الشمال السوري عله ينضج ورقة تفاوضية لواشنطن مع موسكو..
أليس لافتاً كل هذا الصمت الأميركي رغم استغاثات اردوغان بالناتو ؟..
واشنطن تصمت بخبث و»السلطان» العثماني يصرخ هذه المرة من فوق حصانه الخشبي.. فالدونكشوت التركي الذي يرى طواحين المعركة في ادلب تفتك بمشروعه الإخواني يبرر مشهد توابيت جنوده العائدة من سورية ومن ليبيا بسخافة تهين شعب تركيا بأكمله.. فأردوغان وبحسب وصفه «يناضل» في معركة استقلال ثانية.. فهل سمعتم بعد في حكايات الكتب أو بلاد العجائب عن رئيس يعلن الاستقلال من معركة في الجوار ؟!!
في حديث أردوغان للداخل التركي ينفصم «السلطان» عن بلاده ويظهر وحده يخوض معركة مشروعة الإخواني، فإما هو أو تزول تركيا.. لذلك نرى التردد في عيون حلفائه فهم يريدونه في قفص الدور.. ويصوبون على جنوحه الحر عن مصالحهم في سورية وفي ليبيا وفي المنطقة كلها.. يريدونه في اليد الغربية وليس على شجرة أوراق التفاوض!!
لذلك وأكثر، فالقمة الرباعية المرتقبة في آذار التي تذلل اردوغان لعقدها مع بوتين وميركل وماكرون قد تكون على طاولة سياسية حول ادلب، لكن المشهد الأوضح هو تحت الطاولة وما سيحدث من مكاسرة بين الأوروبيين واردوغان في ليبيا.. أما روسيا فقد وضعت ما لديها دفعة واحدة.. فالناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قالها من بين غبار المعارك في ادلب وفي توقيت تحديد القمة: ندعم موقف دمشق في الدفاع عن أرضها.. وأنقرة لم تلتزم بسوتشي.
المعركة في ادلب مستمرة وتطهير الأرض لا يصغي إلى كل الجدل السياسي العقيم.. وكما كانت حلب مفاجأة كبرى للص أردوغان كذلك هو ما تبقى من الميدان السوري في الشمال سيكون مفاجأة في كل مرة لأولئك الذين لم يسمعوا منذ البدء إصرار خطوة الجندي السوري وثباتها…
كتبت عزة شتيوي

 

التاريخ: الأثنين 24 – 2 – 2020
رقم العدد : 17201

 

آخر الأخبار
الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية