خيارات المأزومين

إدلب تكتب اليوم الفصل قبل الأخير في محاربة الإرهاب، والذي يليه معركة إخراج القوات الأجنبية المحتلة والداعمة للإرهاب سواء بالسياسة أم المقاومة بمختلف أشكالها، فإدلب هي المعقل الأخير لأدوات الغرب الاستعماري الباحث عن مخرج يبعد عنه لوثة وشمه بدعم الإرهاب، فذاك الغرب بات يعي حقيقة انهزام مشروعه، ويتحسب لمخاطر ارتداد الإرهاب الذي أولاه كل الرعاية ولوازم الديمومة والبقاء خلال السنوات الماضية، ويتجه اليوم لخيار أكثر سوءاً، وهو محاولة نزع صفة الإرهاب عن التنظيمات التي دعمها، والتمهيد لدمج عناصرها بكل جنسياتهم المختلفة وأفكارهم الوهابية المتطرفة في بوتقة واحدة يسميها الغرب (معارضة معتدلة).
أميركا أوجدت الذريعة مسبقاً لمثل هذا الخيار، وتحاول الترويج له تحت شعارها الزائف (حماية حقوق الإنسان)، والذي تستخدمه كواجهة للإرهاب والترهيب في كل مرة تصل فيها مشاريعها إلى طريق مسدود، كما هو حاصل في إدلب اليوم، وما ينسحب عليه الحال في التنف والجزيرة السورية في وقت لاحق، فتلميع صورة الإرهاب ترى فيه منظومة العدوان وسيلة أخرى لحماية إرهابييها ومنعهم من الانقراض، لحاجتها لهم في أدوار وظيفية أخرى بأماكن جديدة ضمن مشروع الهيمنة الساعية لتحقيقه على مستوى العالم.
الولايات المتحدة تملك دائماً خيارات بديلة لتعويم حالة الفوضى الهدامة بما يلبي مصالحها الاستعمارية في العالم، وفي سورية تجرب الكثير من الخيارات لأنها ترى بإضعاف سورية وإبقائها في دوامة الحرب البوابة الرئيسية لتمرير مشاريعها القذرة في المنطقة، وما يسمى (صفقة القرن) أبرزها، ويبدو أن المجرم أردوغان هو ضالتها في هذه المرحلة حتى وإن فشل بحماية منتوجها الإرهابي، فثمة أدوار جديدة تسندها إليه ضمن لعبة خياراتها، وهي دفعه نحو التصادم المباشر مع الجانب الروسي، بهدف توسيع رقعة المواجهة في سورية، ولا ضير إن امتدت إلى خارجها.
البنتاغون بدأ يترجم هذا الخيار عبر الإشادة بدور نظام أردوغان لما أسماه (التصدي) لروسيا، وإغرائه بعلاقات مميزة بحال تنسيق التعاون ضدها سواء على المستوى الثنائي أم ضمن إطار الناتو، على حد قول الجنرال تود وولترز قائد قيادة القوات الأميركية في أوروبا، وبما أن المجرم أردوغان ينظر إلى الوضع في المنطقة على أنه فرصة ثمينة لتسويق أوهامه في إحياء السلطنة العثمانية البائدة فقد يقدم على ارتكاب تلك الحماقة.. ولكن هل سينجو هو وإرهابيوه من التبعات؟.. الوقائع الميدانية تؤكد عكس ذلك.

ناصر منذر
التاريخ: الخميس 27-2-2020
الرقم: 17204

آخر الأخبار
قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين