ثورة أون لاين– نهى علي:
تكثّف وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي حالياً، مساعيها نحو التوسع باستخدام الأعلاف الخضراء ونشر ثقافة استخدامها والاستغناء قدر الإمكان عن الأعلاف المركزة، وذلك من منطلق اقتصادي يتعلق بالوفرة أولاً ثم بالفائدة المضمونة لقطعان الماشية والثروة الحيوانية.
وتشير مصادر الوزارة إلى عدة خطوات تم إنجازها لتعزيز هذا الموضوع، من خلال إحداث مشاتل إسعافية تم إنشاؤها بالتعاون مع الهيئات والمديريات المعنية، فهناك مشتل في دير الحجر بالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وآخر في عرى في السويداء بالتعاون مع الهيئة العامة لإدارة وحماية البادية، ومشتل الهنادة في اللاذقية ومشتل بالتعاون مع الهيئة العامة لإدارة تطوير الغاب، مشيراً إلى أنه يدرج ضمن المشروع إدخال زراعة الشجيرات الرعوية في حقول الشعير بمنطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة والفصة الشجيرية بمنطقتي الاستقرار الأولى والثانية ونشر زراعة الصبار الأملس كمصدر علفي، وإدخال زراعة البقوليات العلفية بالدورة الزراعية، ونشر زراعة المحاصيل العلفية المتحملة للملوحة، إضافة إلى صندوق تداول بذار المحاصيل العلفية التشاركي الدوار، والاستفادة من المخلفات الزراعية ومخلفات التصنيع الغذائي في تغذية الحيوان (آلات فرم المخلفات).
وفي السياق يشير أكاديميون وخبراء زراعيون، إلى أن الأعلاف الخضراء لها أهمية كبرى في تحسين الحالة الصحية للحيوان، بالإضافة إلى أنها تخفض الكثير من التكاليف وتحقق جدوى اقتصادية للمربين، كما أن اعتماد المربين فقط على التغذية من خلال الأعلاف المركزة بشكل مستمر هو أمر خاطئ حسب الحالة والعمر الإنتاجي للأبقار، وحتى الكميات التي تعطى من المفروض ألا تكون كميات كبيرة، لذلك ينبغي التركيز على الأعلاف الخضراء من أجل الحفاظ على صحة الحيوان، كما أنه ومع التوجه نحو إيجاد بدائل المستوردات علينا الاستفادة منها إما بالتغذية مباشرة وإما عن طريق تصنيع هذه المنتجات من خلال السيلاج “التصنيع” أي الحصول على العلف الأخضر في خارج أوقاته.
ونعود إلى مصادر الوزارة التي تشير إلى أنه في عام 2019 بلغ عدد المستفيدين من مكوّن تنمية الموارد العلفية “الأعلاف الخضراء” 1072 مستفيداً في 154 قرية موزعين على: 178 مستفيداً من الشجيرات الرعوية، 103 من البقوليات العلفية، الصبار الأملس 24، محاصيل متحمّلة للملوحة بمنطقة الغاب 43، الشعير المحسّن 87.
أما فيما يخص المساحات الخاصة بتلك المشاتل التي تزوّد المربّين مجاناً بالغراس من أجل إنتاج الأعلاف الرعوية، فتبيّن المصادر وجود مشتل إسعافي في ريف دمشق بالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث الزراعية مساحته 1,2 دونم وطاقته الإنتاجية 50 ألف غرسة رعوية، أما مشتل الهنادة فمساحته 1 دونم وطاقته الإنتاجية 35 ألف غرسة ، ومشتل سلحب مساحته 5 دونمات موزعة بين الفصة الشجيرية والصبار الأملس، في حين أن مشتل عرى وهو خاص بالصبار الأملس مساحته 5 دونمات.
وبسبب صعوبة الحصول على بذار المحاصيل العلفية الجيدة النوعية بهدف الزراعة وارتفاع أسعار بذار المحاصيل العلفية، تم إحداث صندوق تداول بذار المحاصيل العلفية التنشاركي الدوار بهدف تزويد المزارعين بكميات البذار اللازمة للتوسع بالمساحات المزروعة بالمحاصيل العلفية وذلك بشكل مجاني، ونشر ثقافة إنتاج الأعلاف في مكان تربية الحيوان، مع العمل التشاركي بين المربّين بما يحقق فائدة للجميع، وبلغ رصيد صندوق تداول البذار 35 طناً لـ67 قرية، وعدد المربين المستفيدين من الصندوق ما يقارب 460 مستفيداً والمساحة المزروعة 180 هكتاراً.
وهناك توجّه للمناطق الساحلية ضمن المسافات البينية لأشجار الزيتون ويتم تزويد المربّين بكميات البذار اللازمة، حيث وصلت كميات إنتاج بعض دونمات العلف الأخضر إلى ما يقارب 5 أطنان، كما تولي المديرية جانب التدريب جزءاً مهماً من عملها عبر تقديم دورات تدريبية مجانية للمربين وبلغ عدد المستفيدين الكلي ما يقارب 4000 مستفيد من الجلسات التدريبية بمجال تنمية الموارد العلفية.
ومن جانب آخر تتم الاستفادة أيضاً من المخلفات الزراعية ومخلفات التصنيع الغذائي في تغذية الحيوان “آلات فرم المخلفات”، بحيث تشكل بعض المخلفات مشكلة بيئية وصحية وسبباً لانتشار العديد من الآفات والأمراض عندما يتم رميها على أطراف المزرعة أو أماكن قريبة من منابع المياه وخاصة المخلفات الرطبة مثل تفل وعراميش العنب وبقايا التصنيع الغذائي، وفي هذا الإطار هناك من 10 إلى 15 فرامة تفرم نواتج تقليم أغصان الزيتون.
بقي أن نشير إلى أهمية الأعلاف الخضراء في تغذية الثروة الحيوانية وخصوصاً من الناحية الصحية والتناسلية وارتفاع أسعار الأعلاف المركزة وتكاليف نقلها، وبهدف الحصول على علف أخضر متكامل خالٍ من المواد الكيميائية على مدار العام ودون الحاجة إلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، مع التوفير باستخدام مياه الري وتحسين إنتاجية الوحدة الحيوانية وتحسين مستوى دخل الأسر الريفية التي تعتمد سبل عيشها على تربية الثروة الحيوانية، هذا إذا أضفنا تكاليف توزيع الأعلاف التي تشكّل ما يقارب 60 إلى 70% من تكلفة أي مشروع متعلق بالثروة الحيوانية.