ثورة أون لاين-شعبان أحمد:
صرت أبحث عن الكلمات والأفكار التي يمكن أن أقولها في عزاء أب بابنه الشهيد.. وهو الوحيد لديه.. إلا أنه وفر عليّ العصف الفكري حينما استقبلنا كالسنديانة الشامخة شاكراً فخوراً معتزاً بشهادة ابنه الوحيد دفاعاً عن سورية.. نادماً كونه لم يكن عنده آخرون لتقديمهم للوطن..
حالات أخرى حصلت في سورية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً .. أب لديه خمسة شهداء.. وهناك من استشهد ابناؤه الأربعة..
أما الأم الواقفة الشامخة .. الدمعة في عيونها.. والبسمة على شفتيها.. والزغاريد تملأ المكان ..
وهناك من يسأل: كيف انتصرت سورية.. كيف لهذا الوطن أن يهزم بوجود خزان بشري يضحي بأولاده كرمى عزة الوطن وكرامته..
لو أن الخنساء حية لانتابها الخجل.. لو أن أيوب حياً لكان شعر كم بالغ بصبره مقارنة مع هؤلاء..
لوكان “السلطان” العثماني الاخواني يعرف ذلك.. أو أنه قرأ ذلك في كتاب السوريين العظماء لأدرك مدى غبائه وجهله في التاريخ الموصول مع الحاضر..
وطن يقدم رجاله دماءهم رخيصة.. وطن فيه رجال يقدمون أبناءهم الخمسة شهداء… لايمكن أن يهزم..
فمبدأ “الشهادة أو النصر” ليس شعاراً فحسب أنه عقيدة راسخة في عقول السوريين..