ثورة أون لاين- رانية الزين:
تُعد المعالجة السنية من أغلى المعالجات الطبية في جميع أنحاء العالم، وبغياب الضمير المهني عند بعض الأطباء واستغلال حاجة الناس للمعالجة ينسى الطبيب دوره الانساني والمهني ويتقاضى أسعارا من دون ضوابط .
فنجد مثلا جلسة تنظيف السن وحشوه تتراوح ما بين 10000 الى 25000 ل.س للسن الواحد، وقد يصل إلى أرقام خيالية في بعض المناطق. أما الحشوة العادية بدون سحب عصب تتراوح ما بين 5000 إلى 10000 ل.س. أما بالنسبة للتيجان فتكمن هنا اللعبة التنافسية من حيث النوعية ومستوى وجودة التنفيذ، بحيث يتم اعتماد الأسعار وفقاً لعلاقة الطبيب مع المخبري المختص وهنا تكمن المشكلة بأن كلاً من الطبيب والمخبري يتبادلان الملامة بارتفاع الأسعار.
وبعد بحث موقع ثورة اون لاين والتدقيق في المعلومات والاستفسار عن المفارقة الكبيرة في الأسعار بين طبيب وآخر، وبعد لقاء عدد من الأطباء تبين أن الموضوع يحمل أوجها عديدة.
أولاً وجود تعرفة معتمدة من قبل وزارة الصحة. و من الجدير بالذكر أنه منذ عام 2010 ولغاية يومنا هذا لم يطرأ أي تعديل على الأسعار نهائياً. فمثلاً تكلفة قلع السن محددة بمبلغ 160 ل.س والحشوة 800 ل.س وفق تعرفة وزارة الصحة، مما لا يتماشى مع التكلفة الحقيقية وهي أدنى بكثير من التكاليف الواقعية فمن غير الممكن أن يلتزم بها أطباء الأسنان. وهذا الأمر أرغم الأطباء على وضع تسعيرة تتناسب مع التكلفة والوضع المعيشي الحالي . ومن ناحية أخرى، إن المفارقات في تقاضي أسعار المعالجات السنية واللبية تعود لموقع العيادة والنفقات والأجور التي يتحملها الطبيب لاستثمار عيادته، ناهيك عن التجهيزات والمعدات المزودة بها العيادة بالإضافة إلى الخبرة والمواد الأولية المستخدمة.
كما أن التباين بالأسعار قد لا ينصف الطبيب. وحسب رأي الأطباء إن الأسعار المرتفعة لا تحقق الحد المقبول لجهد الطبيب والتزاماته المادية. وعند المقارنة مع الدول المجاورة نجد أن هنالك فرقاً كبيراً بالنسبة لتكلفة المعالجة السنية في بلدنا ونلمس ذلك بأن معظم المغتربين يزورون عيادات الأسنان المحلية فور وصولهم للبلد بيد أن المعالجة السنية بالنسبة لذوي الدخل المحلي المتوسط مرتفعة جداً ولا تتناسب مع معدل دخل الفرد.
مع انتشار الأطباء المختصين في كافة العلاجات السنية، نجد أن الطبيب المختص يتقاضى أجوراً أعلى من الطبيب العام وذلك بسبب استخدامه لأدوات حديثة وطرق علاجية متطورة.
فنجد أن الأجور العالية تكون من نصيب الطبيب المختص وصاحب الشهرة العالية في مجال عمله وفي بعض الحالات المعندة قد يصل سحب العصب الى 70000 ل.س ، ولكن هذا الأمر غير شائع .توجد طريقة آلية حديثة لسحب العصب إلا أنها مكلفة جداً و تتطلب مواد خاصة ذات أداء وفاعلية ناجعة.
مواد المعالجة السنية متنوعة وتتوفر بأنواع عديدة، أما تحديد النوع وسعره فيعود إلى مصداقية الطبيب وأخلاقيات المهنة.
نظراً لأهمية حماية حقوق المريض جهزت ووزعت نقابة أطباء الأسنان عقودا على أطباء الأسنان لإلزامهم بإجراء عقد مع المريض بحيث يقوم الطبيب بشرح البروتوكول اللازم للعلاج مع كافة التفاصيل فيما يخص النوع والسعر والمدة اللازمة للعلاج وبيان الأعمال التي سيقوم بتنفيذها حسب كل حالة مع الاحتفاظ بنسخة العقد عند المريض، وفي حال نشوء أي خلاف في تنفيذ احكام وبنود العقد يتم اللجوء إلى النقابة كمرجعية لفض أي خلاف بوجود خبراء معتمدين.
النتيجة، يسعى المريض نحو جودة العمل والرضى بالمظهر الجمالي والوظيفي والديمومة ومحاسبة الطبيب على النتائج، فالمواد السيئة تنعكس مباشرة على علاقة المريض بالطبيب.
أما الصعوبات التي يعاني منها الطبيب فهي تتمثل بتأمين المواد المناسبة من حيث السعر والنوعية والجودة.
ونجد أن التأمين الصحي لدى الكثير من الوزارات والمؤسسات لا يشمل المعالجات السنية، وذلك لتشعب العلاجات والاختصاصات والتكلفة المرتفعة وعدم وجود التسعيرة المحددة.