يُعدُّ جهاز المناعة عند الإنسان خط الدفاع الأول ضد الأخطار والفيروسات التي يتعرض لها الجسم.. لذلك كانت الوقاية السليمة وتقوية المناعة الطبيعية وأخذ اللقاحات ضد الأمراض والتغذية الصحية الطبيعية هي الوسيلة الأولى لحماية الجسم، في تلك الحالة يقوم الجسم بطرد الفيروسات عبر جهاز المناعة الذاتية الموجودة لديه فإذا كان هذا الفيروس غير اعتيادي وكان الشخص يعاني من قصة مرضية تستدعي العناية الخاصة وتحت الإشراف الطبي الخاص لعلاج الأعراض المرافقة لهذا المرض بالأدوية الخاصة بها كما هو الحال بالنسبة للأمراض التي لا يوجد لها علاج .
لم تسجل أي حالة في مخابرنا أو مشافينا
الدكتور بسام محمد نعيمي الاختصاصي بأمراض الدم والأمراض الداخلية تحدث عن فيروس كورونا الذي أثار صخبا وهلعا بين المجتمعات ،وهذا الشيء يذكرنا بضرورة العمل على مبدأ الوقاية خير من ألف علاج ،ويؤكد نعيمي أنه على اطلاع واسع بعمل مخابر وزارة الصحة المختصة بتلك الحالات والمشافي التابعة للدولة التي يعمل بإحداها، وأنه لم تسجل أي إصابة أو أي عملية حجر ولا شيء مما يدعيه البعض في وسائل التواصل الاجتماعي أو الشائعات المتداولة بين العامة.
انتقال الفيروس وطرق الوقاية
لم يعرف حتى الآن مصدر رئيسي للمرض وإن كان البعض يشك بأن مصدره الحيوانات ولكنه ينتقل بين الأشخاص عن طريق الملامسة أو عن طريق قطيرات الرذاذ المنطلقة من الأنف عبر العطس ،أو عن طريق الفم عند السعال ومن ذلك يوضح نعيمي بأن الوقاية تعتمد على ثلاث طرق هي :
عند المصاب :حتى الآن لم يوجد علاج ولا لقاح وإنما يوجد علاج لأعراض المرض وحسب الحالة التي يعانيها فمثلا من يشكو من ضيق التنفس يوضع على منفسة ومن يشتكي من أعراض فشل كلوي يتم دعم عمل الكلية وكذلك دعم العضلة القلبية لمن يشكو أعراضاً قلبية ،وكذلك لابد له من التمسك بآداب العطس والسعال وهي من الأمور التي يقوم الكادر الطبي بتعليمه لها كوضع منديل على فمه أو العطس بكمه أو إدارة وجهه عكس العامة ليخفف العدوى لأن السطح الذي وقع عليه الرذاذ سيكون مصدراً للوباء مثلا سطح المكتب ،مقبض الباب ،يد المريض و….الخ وكل تلك الأمكنة إذا لامسها غير المريض سوف تنقل العدوى لأن هذا الفيروس سيبقى معدياً ونشطاً على السطوح ضمن القطيرات بحدود 12 ساعة وكلما ارتفعت درجة الحرارة أكثر من 30 درجة مئوية قلت العدوى كما وتقل أيضا إذا مسحت السطوح بالشكل الصحيح بشكل فعال وكبير ،علما بأن من تثبت إصابته سيوضع تحت العناية الطبية الشديدة /الحجر /وهذه التعليمات الصحية السابقة أو الآداب الصحية (آداب العطس والسعال ) هي تعليمات تنطبق على العامة أو الذين يصابون بأنفلونزا عادية،أما بالنسبة للجهات المؤسساتية:فإن المتابعة اليومية والتقيد بالتعليمات الصحية والصحيحة لشروط النظافة العامة كمسح السطوح بالمطهرات والتطبيق الدقيق للتعليمات الناظمة للوقاية والقيام بالفحوص والتحاليل المخبرية الدائمة هي الحل الأمثل للوقاية وإبعاد شبح المرض.
أما الأشخاص العاديون أي غير المصابين فعليهم الابتعاد عن المصابين والتمسك بآداب العطس والسعال ،وعدم ملامسة العينين أو الفم والأنف بعد العطس والسعال وعدم مصافحة الآخرين إلا بعد غسل اليدين والوجه بالماء والصابون والعمل على التخفيف من القبلات ولاسيما عند السيدات وكذلك عند الرجال قدر الإمكان،أما الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات الأليفة وهي ليست مصدر العدوى فعليهم الغسول بالماء والصابون بعد التعامل معها ،وبالنسبة للبس الكمامة فهي ليست ضرورة بعدم انتشار العدوى ولكنها وسيلة وقاية لاسيما في المناطق المزدحمة أو عند زيارة المريض أو في المشفى ،
– وعن الإجراءات التي تقوم بها الدول لحماية شعوبها من هذا الوباء
فقد أوضح نعيمي أنها إجراءات وقائية يتم التعامل بها في المنافذ الحدودية وقياس درجات الحرارة للقادمين والذين يقسمون إلى: أولا قادمين من بلاد مصدرة للوباء فيتم حجرهم لمدة أربعة عشر يوما لضمان عدم عدواهم لأن حضانة الفيروس هي 14 يوما أما الدول الأخرى غير المصدرة للوباء فيتم فحص القادمين منها فمن وجدت حرارته مرتفعة مع أعراض مثل الكحة ضيق التنفس ارتفاع حرارة سعال ..يبقى بالحجر مدة 14 يوما وإجراء الفحوصات عليه للتأكد بأنه لم يحمل الفيروس من عدمه وتأخذ «قصته المرضية» هل زار مريضاً أو أن أحدا من أقاربه مريض الخ…
الأنفلونزا العادية
وفيروس كورونا
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن وباء كورونا له صفات تختلف عن العادية وهي كالتالي :
– الأنفلونزا العادية :تترافق مع الأعراض التالية :صداع بسيط حرارة عاليه قليلا ،انسداد الأنف والرشح، عطس مستمر وسعال مع بلغم ،التهاب حلق، قشعريرة نادرة، آلام جسم خفيفة
– الكورونا :صداع حاد، حرارة عالية جدا ،لا انسداد أو رشح، عطس نادر، سعال جاف، لا التهاب في الحلق، قشعريرة قوية ،آلام جسم حادة .
وأخيرا لا داعي للخوف والهلع مادمنا بلاداً تتصف بأن الوقاية والنظافة الشخصية هي مفتاح الأمان لنا وأننا مازلنا نحافظ على قيمنا الأصيلة ومثلنا بأن النظافة من الإيمان وغيرها من الطهارة التي تعلمها معظمنا إن لم نقل كلنا منذ نعومة أظفارنا.
يحيى موسى الشهابي
التاريخ: الجمعة 13-3-2020
الرقم: 17216