الوحشيّة تتجلى …

أجل .. استطاع فيروس كورونا (كوفيد-19) أن يجعل الوحشية العظمى في هذا الكون تتجلى بقوة، وهذه الوحشية ليست بهذا الفيروس بحد ذاته – على الرغم من وحشيته المرعبة – وإنما الوحشية العظمى تمثّلت حقيقةً بالولايات المتحدة الأميركية، التي لم يهزّ هذا الفيروس وانتشاره ومرضاه وضحاياه ضمير القائمين على نظامها قيد أنملة، فعلى الرغم من ضرورة تضافر جهود البشرية كلها في مختلف أصقاع الأرض من أجل مكافحة كورونا، لأن هذا الوباء لا يحتمل المكافحة الجزئية كما صار واضحاً، وإنما لا بدّ من مكافحة شاملة بلا استثناء، وإلاّ كأننا لم نفعل شيئاً، فإن لم يُقضَ عليه بالكامل، سيبقى خطره داهماً على الجميع.
على الرغم من ذلك فإن الولايات المتحدة – وبدلاً من أن تضع كل قدراتها وإمكاناتها لمساعدة الدول الأخرى للقضاء على هذا الوباء – أصرّت بكل عنجهية ووحشية واستكبار على الاستمرار بسياساتها العدوانية، وبممارسة الإرهاب الاقتصادي علينا هنا في سورية، وعلى العديد من الدول التي لا تتوافق مع سياساتها العنجهية، وذلك من خلال إصرارها على الاستمرار بالعقوبات الاقتصادية، وفرض الحصار، على الرغم مما لسياسات الإرهاب الاقتصادي هذه من أثرٍ بالغ على شحّ إمكانيات الدول المُحاصرة في مكافحة الفيروس والتصدي له.
هل يمكن لوحشية في الكون أن تتجلى أكثر وضوحاً من هذه الصورة الأميركية الفظيعة..؟!
الأنكى من ذلك أن صندوق النقد الدولي ينبري في هذه الأيام ويبدي استعداده لوضع طاقته الإقراضية البالغة تريليون دولار في خدمة الدول الأعضاء – كما يقول – للمساهمة في مكافحة كورونا، ودعم حكومات العالم في جهودها للسيطرة على الوباء والوقاية منه ..!
كلنا يعلم حجم السيطرة الأميركية غير المُعلنة على هذا الصندوق، وكيف أنه يسعى في الخفاء لتنفيذ سياسات أميركية، عبر الشروط التي يفرضها على الدول المقترضة، والتي تصل بالنهاية إلى تطويع الدول وإلزامها على تنفيذ رغبات وسياسات أميركية، فجاء هذا الوباء وكأنه الفرصة الذهبية التي التقطتها واشنطن – إن لم تكن هي التي صنعتها فعلاً – لفرض أجنداتها عبر صندوق النقد الدولي، وبشكل جماعي هذه المرة، عبر جرّ الدول مضطرة للاقتراض، ومن ثم تُنفّذ السياسات التي تُفرض عليها ..!
هل يمكن للوحشية أن تتجلّى بأوضح من ذلك..؟!
من هذا كله يمكننا أن نستنتج مدى أهمية الالتزام بتعليمات الحكومة ووزارة الصحة، حول طرق الوقاية والاحتراز، والتصدي للفيروس التاجي، الوباء العالمي.

علي محمود جديد
التاريخ: الاثنين 23-3-2020
الرقم: 17222

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض