حرب لا تهدأ

 لم تتوقف الحرب العدوانية على سورية يوماً منذ أن اتخذت موقفها المعادي للكيان الصهيوني الغاصب، ولم تتوقف آلة العدوان عن التآمر يوماً منذ أعلن العدو الصهيوني عن قيام كيانه السرطاني ليبدأ تطوير أساليب وفنون العدوان على المنطقة العربية كلها، ويركز عدوانه على سورية، لكن دهاقنة الصهيونية أدركوا منذ البدء أن سورية المجتمع والدولة والشعب ستبقى صاحبة الموقف الأصلب، الموقف العصي على الاختراق، الموقف غير القابل للتراجع مهما تعقدت الصور وازدادت الضغوط، وفقد الكثير من العرب بوصلة النجاة، الأمر الذي يفسر هذا التركيز المتزايد على سورية ضغطاً ومعاداة وعدواناً ومحاولات متكررة لتغيير جوهر البنية السورية ومحاولات لا تتوقف لتحطيم الأنموذج السوري المتكامل باعتباره الوعاء المقدس الكفيل بالحفاظ على الوحدة الوطنية السورية قوية ومتماسكة حتى في أصعب الظروف وأدقها، وفي ظل أبشع أشكال العدوان الخارجي وامتداداته الشيطانية المتمثلة في المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف أشكالها وتسمياتها الكاذبة.
المتابع لمراحل العدوان على سورية يتوقف عند جميع الأشكال المعروفة تاريخياً، ولا يستثني منها أي شكل للحرب والعدوان، إضافة إلى اختراع أشكال شيطانية مستجدة لم يشهد تاريخ المواجهات لها مثيلاً، لتتجاوز عمليات الاغتيال والقتل والتفجير واختلاق الروايات الكاذبة ومحاولة إعطاء الإرهاب والإرهابيين صفة الدفاع عن الحق وتقديم المجرمين على هيئة المنظمات الإنسانية وصولاً إلى محاولات الاختراق النفسي سعياً لخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب وقيادته كخطوة لإضعاف الانتماء وإدخال الوهن والخوف والقلق إلى دواخل المواطنين، وتضعف عزائمهم وتتحقق في نهاية ذلك الأهداف الشريرة والأوهام التي خطط لها الصهاينة قبل أكثر من ثمانية عقود وأكثر.
المشهد اليوم يبدو أكثر وضوحاً من أي لحظة سابقة، فعلى الرغم من حالة التهافت التي تعيشها حكومات عربية وهي تتسابق لتطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني خشية الغضب الأميركي، وفي الوقت الذي يتهاوى به النظام الرسمي العربي أمام المد الصهيوني المتنامي، نجد أن الموقف السوري يزداد صلابة وقوة ويبدي تمسكاً أكبر بالحقوق العربية كاملة ويقدم الدلائل الكبرى على الاستعداد الدائم للتضحية والفداء في جميع الميادين، بدءاً من مواجهة العدو الصهيوني مباشرة، وصولاً إلى أي نقطة مواجهة مع المجموعة الإرهابية، لأنها تمثل امتداداً حقيقياً لذلك العدو لا تنفصل عنه أبداً، بل تنفذ فصولاً من مخططه العدواني الكبير.
لقد أثبتت سورية على الدوام صحة رؤيتها لطبيعة الصراع مع الصهيونية، ولم تؤثر في تلك الرؤية التراجعات الرسمية العربية ولا المعاهدات التي أخرجت قوى عربية مهمة من دائرة الصراع المصيري، وها هي اليوم تمضي في مواجهة أذرع العدوان بأشكالها المتعددة والمستجدة بالمزيد من العزيمة والتصميم مدعومة بمواقف أصيلة لأمم عريقة، لتبقى الدعامة الكبرى تستند إلى شعب صلب صامد مقاوم صادق يهب الوطن جنوداً بواسل يخرجون من صلب الفلاحين وأصحاب الزنود السمر، فيدافعون عن أرضهم وأهلهم بكل بطولة وقوة، ويؤمنون بتحقيق الانتصار مهما استمرأ العدوان.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 23-3-2020
الرقم: 17222

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية