حدث وتعليق – لميس عودة
في متوالية الأحداث الجارية في الشمال السوري يواصل الانتهازي التركي المراوغة واللعب على حبال الاتفاقات، ظناً منه أن الفرصة مواتية لترقيع ثقوب هزائمه وتعزيز تحصينات إرهابييه وتغيير الواقع الميداني المفروض بقوة الإنجاز السوري.
النظام التركي يمعن حالياً في انتهاكاته للقوانين الدولية، ويواصل خرق الاتفاق في إدلب عبر تمكين إرهابييه من نسف جسر كفريا لقطع الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية، ويمارس طقوس عربدته العدوانية ضد مدنيي الجزيرة السورية أيضاً ويقطع الماء عن الحسكة في فصل متجدد من فصول إجرامه، وكل ممارسات لصوصيته وبلطجته موثقة، أما آن للمجتمع الدولي بعد أن وثقت مؤسساته التي تعنى بحقوق الإنسان تطاول أردوغان على القوانين والأعراف الدولية ورصدت كل ما يقوم به هو وأدوات إرهابه التي تأتمر بأوامره من أفعال إجرامية أن يبتر ذراعه العدوانية ويكبح جموح شروره في المنطقة!!.
أما آن لهذا المتخم بعنجهية التوسع الاستعماري إدراك أن لا مكان لإرهاببيه على الجغرافيا السورية، وأن الاتفاقات التي يتوهم أنها وقت إضافي لاستكمال فصول إرهابه لن توقف عجلة التحرير للأراضي السورية المحتلة وردم بؤر الإرهاب على كامل الخريطة السورية.
فالدولة السورية منذ البدء قالت كلمتها ولم تتراجع عنها، أن كل شبر تراب سوري سيتحرر من بؤر الإرهاب ومن الغزاة والمحتلين، فبالتالي أي رهان على غير ذلك هو رهان خاسر ومقامرة رعناء ونتائج الفشل فيها حتمية.
كم صفعة يحتاج الأحمق العثماني ليصحو من غيبوبة أطماعه؟! أما تكفيه كل الهزات الميدانية التي ضعضعت أركان إرهابه، ورسمت إحداثيات التحرير والحسم في المعارك بأيدي الجيش العربي السوري، رغم كل الضخ الإرهابي والإسناد العسكري الذي يقدمه للأدوات المرتزقة، وأخرجت نصرته من جحورها بفعل الضربات الميدانية الموفقة لبواسل الجيش تستغيث بمشغلها المأزوم الذي يترنح على حافة الهزيمة.
لقد أصبحت النصرة التي استثمر طويلاً في إرهابها ليتسول دوراً له على طاولات السياسة كرتاً محروقاً عديم الفعالية في معادلات الميدان.
اجتراح النصر من رحم الصعاب احتراف سوري مهما تعددت وتنوعت الأساليب الشيطانية التي يتبعها أعداء سورية وفي مقدمتهم الإرهابي التركي.
فما أنجز من تحرير ودحر للإرهاب ووأد للمشاريع الاستعمارية على امتداد الخريطة السورية بات راسخاً وسيستكمل حتى تحرير كل التراب السوري وعلى من يراهن على مخاتلة هنا ومقامرة هناك أو استثمار وضيع في بعض تفاصيل المرحلة أن ينتظر ما سيفرضه الميدان من معادلات غير قابلة للتغيير.