رولا عيسى
الحرب و الحصار الاقتصادي الجائر يضغطان على الحياة المعيشية للمواطن السوري، وكم من مرة كانا سبباً وحجة أمام ضعاف النفوس في استغلال حاجته وإغراقه بمزيد من الصعوبات والانتكاسات المعيشية.
يأتي اليوم (كورونا) ليكون مخرجاً جديداً لحصد مزيد من الأرباح على حساب جيوبنا، وللأسف كما استطاع هذا الوباء أن يحقق انتشاراً متسارعاً، فإن تجارنا الصغار منهم والكبار لم يكونوا أقل مسارعة لرفع أسعارهم دون أي رادع ذاتي، فيما يبدو الرادع القانوني لديهم سهل التجاوز وإلا لما أصروا على فعلتهم.
وثمة تساؤل نضعه بين أيدي الممتعضين من هؤلاء التجار وانتقادهم للازدحام على المخابز و صالات (السورية للتجارة) مفاده ألستم جزءاً لا يتجزأ من هذا المشهد عندما لم تتوانوا للحظة عن رفع أسعاركم وشطبتم التسعيرة الرسمية، في وقت كان الأجدى وليكن من باب العمل الإنساني أن تخفضوا أسعاركم أو على الأقل الالتزام بالتسعيرة الرسمية وهذا وحده كفيل بتراجع هذه التجمعات.
والأغرب من ذلك ما شهده سوق الخضار والفواكه خلال أيام قليلة من ارتفاع أسعار غير مسبوق وكلها من إنتاج محلي، ولطالما طالبنا بدعم المنتج الوطني لإنصاف المنتج والمزارع، ولكن اليوم تحول الأمر إلى دعم سلة من التجار المسوقين لمنتج الفلاح، وأصبحت الأسعار خارج حدود الاحتمال، فهل يعقل أن يكون سعر كيلو التفاح والبرتقال والبطاطا والبصل وكلها إنتاج وطني صرف يوازي سعر كيلو الموز المستورد؟!.
لا شك أن هناك أكثر من قلق تعيشه حالياً الأسر والمجتمع السوري والعالم بأسره، الأول: هو التصدي والتخلص من كابوس كورونا والثاني: كيفية تأمين الحاجات اليومية بأقل التكاليف، وهذا تحد كبير أمام مفهوم التشارك بين القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمعية وخاصة أن هناك صمتاً من الهيئات والمنظمات العالمية أمام الحصار الاقتصادي المجحف وعدم اكتراث من تلك المنظمات بالآثار السلبية للعدو المشترك (كورونا)، فهل ينجح الامتحان في صد خطري كل من كورونا والغلاء المعيشي، ويكون هناك تحمل للمسؤولية الكبيرة من الجميع.