مازن جلال خيربك- ثورة أون لاين:
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. ومعركة السوريين اليوم هي معركة مبادرة.. معركة تأثير لا تأثّر.. معركة التغلّب على الأنا لمصلحة المجموع حتى يكون ميزانهم في المعركة ثقيلاً رابحاً.
مبادرات عديدة ومتنوعة خرجت خلال الفترة القصيرة الماضية، وكلها في سبيل الإجراءات الاحترازية للتصدي للفيروس المشؤوم الذي أرخى بظلاله الباردة على حياة المليارات من البشر، ورغم تنوع هذه المبادرات من الرسمية إلى الشخصية تبقى الفجوة الأكبر لدى القطاع الخاص.
فمحافظة دمشق عملت مؤخراً على تعقيم شوارع وأحياء المدينة بشكل كامل أكثر من مرة لتطويق أي بؤرة غير نظيفة قد تكون محتملة ينفذ منها المرض، وفعاليات أهلية وزّعت الكمامات ومواد التعقيم الضرورية للحفاظ على النظافة في هذه الفترة أكثر من غيرها، دون أن تسجل للقطاع الخاص أي مبادرة إلا الكلام والبيانات الإعلامية والحثّ والزجّ والدعوة والمناشدة.
مهما تبهرجت أشكال الحديث وتنوعت مفرداته، لا يغير ذلك من الأسعار في السوق شيئاً، فالسلع ارتفعت أسعارها بداية ما لا يقل عن 50% لتسجل مؤخراً في حال توافر المادة 100%، أما السلع الأكثر طلباً فأسعارها ارتفعت أكثر بكثير من دون أن يحرك أحد ساكناً، ليحدث السيناريو الأسوأ المتوقع، وهو تراجع قدرة الفقير بشكل شبه كلي على تأمين مؤونة غذائية وصحية ليقلل خروجه من البيت تحسباً للفيروس.
لم تقدم الفعاليات التجارية والصناعية شيئاً في هذه الفترة القلقة.. بل رفعت السعر كما يحلو لها في استغلال واضح لقلق المواطن وهواجسه، الأمر الذي يستدعي تقييد حرية استغلالهم هذه دون إغفال تطبيق ضرائب محقة على التجار تعادل أرباحهم التي تعرفها المالية جيداً.
لم يبرر أحد سبب فقدان الكمامات في السوق ونحن المنتجون لها.. ولم يبرر أحد سبب ارتفاع أسعار مواد التعقيم والمنظفات وهي المكدسة في المستودعات كما المحال، يتبارى منتجوها في تقديم العروض لتصريفها.
مركزية القرار حاجة ضرورية تعادل الحياة في الفترة الحالية.. فلنرتب الأمور كما يناسب سورية كلها.. ولنقم بعدها جلسات العتب ورفعه.. ولكن المهم أن سورية وقتها تكون قد تجاوزت الأزمة.
لتصلكم صورنا وأخبارنا بسرعة وسهولة انضموا لقناتنا على تيليغرام
https://t.me/thawraonlin