ثورة أون لاين – بشرى حاج معلا – طرطوس:
في كل العالم باتت عبارة
” حتى اشعار اخر “..هي أشهر جملة متعارف عليها ..
لكن هل انتبه البعض لما تحمله من مضامين ..
ومن تفاصيل الحذر والترقب ..
والتأجيل لجميع الأعمال ..لجميع المؤسسات ..ولا ننسى مشتقاتها الحنونة من الهلع والخوف الذي يرهب كل تفصيل صغير في الحياة..
تفاصيل من الحزن واليأس تتمختر في كل مكان من العالم ..
واستنتاجات منطقية وغير منطقية بعثرت الأجواء
ما إن تصادفك عبارة ” حتى اشعارآخر ” حتى تشعر باليأس يتسلل اليك وتسود أمامك الدنيا وتدرك ان ما من شيء سيغدو على حالته بعد الآن..
وهنا تبدأ سلسلة عبارة حتى اشعار آخر تعلو وتتمختر دون رحمة ..
من اغلاق حتى اشعار آخر..مؤجل حتى اشعار آخر ..خارج الخدمة حتى اشعار آخر ..
وهنا نندرك أن أخر كلمة في السلسلة ” آخر” هي كفتحة زمن يتوه فيها الامتداد ..وربما حكمة الكهوف تودي بنا إلى رحلة أخرى من النسيان.. لتفضي لنا الكلمة السحرية ” آخر” صاحبة الأحرف الثلاث إلى متاهة لا نعلم بها طريق ..
هل تحيل البياض سوادا ..والأمل يأسا ..؟!
وربما لا تتوقف عند هذا الحد بل قد تضرب بعمقها آمال وتطلعات ومستقبل بلد كامل وشعب عريق..
فعندما تصبح القرارات المصيرية مؤجلة حتى اشعار آخر وتأخذ صورة الحبر على الورق بصورة مؤجلة تنهار آمال كثيرة ..
وعندما يغدو أي حديث عن مستقبل أفضل مجرد هذيان خيالي لايمت للواقع بصلة وتتحول حتى اشعار اخر الى قوة لايقوى على مجابهتها أحد،تسيطر على كل شيء وتتحكم في كل شيء..
من ايقاف مؤسسات بالجملة ..
واحتكار أفكار ..
وسطو فساد وبطالة ..
ولا يمكن ان ننسى توفير الخدمات العامة للمواطنين التي باتت مؤجلة حتى اشعار آخر أيضا..
حوار الآخر والتعايش معه ..مؤجلة حتى اشعار اخر..
مكافحة الغلاء مؤجلة حتى اشعار اخر
سيادة القانون ..مؤجلة حتى اشعار اخر..
فكل شيء يخضع لقوة(اشعار اخر)..!!
معاناتنا وحدها هي من أفلت من هذه القوة فغدت دائمة لا يشملها التأجيل (حتى اشعار اخر)..
ولكن هذا الاشعار بات ضروريا رغم كل ما سبق
حتى بات الآخر هو المسيطر على كل شيء في العالم ..
عبارات من التحذير باتت هي لقمة الحياة ..
وهول فايروس كارثي بات يدخل من مداخل العالم أجمع ليخبر بقوة كل فرد بقي سليما فينا ويقول : ” أنا قادم ..ربما حتى اشعار آخر”
لكن يبقى المهم في كل ما سبق أن تكون جميع الاجراءات المتخذة والمعلقة ناجعة حتى لا يصبح ذاك الآخر ضيفا باشعار وبشعار الإصابة الموحد عالميا ومحليا لا قدر الله….