ميساء العلي- ثورة أون لاين:
على أنغام أغنية جوليا بطرس “بكرا بيخلص هالكابوس” يترقب السوريون تداعيات وباء كورونا بحذر وهم على ثقة تامة بأن الشعب الذي قاوم تسع سنوات من الحرب الكونية عليه وعلى مقدرات بلده قادر على الخروج بأقل الخسائر الممكنة .
لكن ورغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة والتي اعتبرها السواد الأعظم من المواطنين ممتازة وفعالة للحد من تفشي هذا الفيروس الذي يكاد أن ينهي اقتصادات عالمية بأكملها، يأتي بعض المسؤولين عن تلك القرارات ليفرغها من مضمونها بل أكثر من ذلك فإن تصريحاتهم غير المفهومة أدت إلى زيادة الازدحام الذي تعمل الحكومة على الحد منه من خلال القرارات التي صدرت مؤخرا والتي سيلحقها ايضا المزيد من القرارات الأخرى .
وهنا لا بد من التوقف عند تلك التصريحات ولاسيما المتعلقة بصرف الرواتب والتي أدت الى ما شهدناه جميعا من خلال التجمعات الهائلة للمواطنين الذين نبرر موقفهم لحاجتهم الماسة وخاصة مع قرار حظر التجوال بين المدن والأرياف وحتى بعض المناطق.. فحالة الهلع والخوف كانت وراء ذلك لشراء احتياجاتهم الأساسية.
والأمر لا يقف هنا بل نراه أيضا في مؤسسات السورية للتجارة والمخابز ليأتي بعد ذلك الحل بقرارات أخرى لا نعرف مدى نجاعتها في حل مشكلة الازدحامات ناهيك عن الفلتان الكبير بأسعار السلع والمواد التي زادت أكثر من ضعفين لكل مادة بغياب شبه تام بل ومتفرج لوزارة حماية المستهلك أمام استغلال شريحة التجار والمنتجين الذين قاموا بتصريف مخازينهم بأسعار مرتفعة للغاية .
لا نريد أن تذهب تلك القرارات والإجراءات التي قامت بها الحكومة في وقت مبكر مهب الريح وهذا يحتاج لآلية واضحة بالتعامل مع الظرف الحالي وإلى أصحاب قرار، فما يثير الاستغراب قدرة تلك الجهات على فرض حظر تجوال بآلية منضبطة وعدم القدرة على وضع حد لجشع وطمع التجار والأمر ليس بهذه الصعوبة، واذا ما استطاعت تلك الجهات فعل ذلك سيسجل لها لأول مرة أنها قامت بدورها الحقيقي .
نحن أمام مسؤولية تاريخية وفرصة حقيقية لإعادة انتاج عمل مؤسساتنا الحكومية من خلال إدارات تمتاز بالشفافية والنزاهة لمرحلة قادمة من تاريخ سورية، وبالطبع إن اجتياز هذه المرحلة بسلام سيؤسس لمرحلة اقتصادية مهمة تركز على الإنتاج ودعم القطاعات الاقتصادية الحقيقية التي تحقق قيمة مضافة وتحسن من مؤشر النمو الاقتصادي للدولة والمواطن على حد سواء.
وأخيرا كلنا أمل بأننا قادرون من خلال الوعي والوعي والوعي على تجاوز هذه المرحلة.
السابق
التالي