أنيسة عبود- ثورة أون لاين:
تسع من السنوات العجاف المؤلمات مرت ولم نتوحد .
نحن السوريين الأباة.. عبث بمقدراتنا الغربي والصهيوني وأعداء الإنسانية في الأرض جميعاً.
تسع من السنين الباكيات مرت
آلاف الشبان تحت ترابك يا وطن.. آلاف الجرحى الأحياء الأموات . آلاف اليتامى والأرامل والآباء المعذبون بالغياب . ثم ماذا بعد ؟
ثم يأتي – كورونا – ليوحدنا ؟
ها نحن نتوحد من جديد بالألم .. ها هو هذا الطاغي المجهول الخفي الغامض يتحدى كل القيم والمعايير ويخترق كل الحواجز والمحطات ويطير من بلد إلى بلد ويصرخ بالكون ( ها أنا أمامكم فماذا أنتم فاعلون ؟ ).
وهاهو الغرب نمر من ورق .
وها نحن نتخبط في الخوف والفقر والقلق . والسؤال تلو السؤال.. ماذا بعد ؟ هل ستفنى الأرض.. هل ستتحقق النبوءات القاتلة؟
وهل نحن على أبواب زمن جديد وعقائد جديدة.. وإلى متى تستطيع البشرية أن تقاوم هذا الانهيار ؟
يبدو أن الحضارة تأكل نفسها .
والواضح أن العولمة تحطم أصنامها.. والجلي جداً هذا العجز الكوني أمام عدو خفي لا نعرف كيف جاء ولا من أين تولّد، وكل النظريات والتكهنات التي تفسر وتؤوّل ظهوره وبدايته ونهايته غير صالحة في إقناع العقل بأن هذه الحرب الكونية القائمة الآن هي من أجل القضاء على ( فيروس ).
فماذا يجري وراء ( الأكمة ) ؟
وإلى متى نظل في أوكارنا المظلمة العارية من الدفء الإنساني والمادي ؟
لقد فقدنا الاتصال مع الكون الخارجي ومع أنفسنا.. كأننا في محطة سفر والقطارات معطلة، أو نحن في سفينة في عرض المحيط وقد تعطلت كل أجهزتها وبوصلاتها ولم يعد أمام السفينة إلا الغرق أو معجزة إلهية تنقذها وتسوقها إلى شاطئ النجاة. لكن من يضمن أن الناجين سيؤمنون بالمعجزة ؟
من يؤكد أن المعجزة حصلت ؟
هكذا هو الإنسان.. ينكر ويصدّ ويخلف الميعاد ويكذّب ما كان أمامه وصار وراءه. أما أكدت لنا الحرب الضارية على سورية هذه المؤكدات التي ذكرها رب العالمين في الكتب السماوية ؟
ألم تؤكد كل الدراسات والأبحاث والوقائع بأن الحرب على سورية ليست حرب حرية ولا حرب ديمقراطية، بل هي حرب مصالح غربية ومخططات استعمارية لإنهاك سورية وتقسيمها وتحويلها إلى دولة فاشلة يتناهبها الفقر والدم والقتال.. أما كانت سورية آمنة، مكتفية ذاتياً،حرة، مستقلة، قوية ؟
ويتكرر السؤال لدى كل المهتمين. ماذا يجري ؟ ماهو كورونا ؟ هل أرسله رب العالمين ليختبر عباده ؟ أم أرسلته مخابر الغرب؟
هل ستتمكن البشرية من القضاء عليه أم سيأتي بعده ألف كورونا جديد ؟
هل البشرية تسير نحو النهاية – كما يقول رجال الدين – بظهور المخلّص ؟
هل الفيروس نتيجة من نتائج بحار الدم التي روت الكرة الأرضية في العقود الأخيرة ؟
وقد يكون الفيروس هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة بأن كل شيء زائل وفان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .
هل أنا يائسة ؟ لا أعتقد. لأن رحمة الله وسعت السماء والأرض ولكني مع الزاهدين الذين يعتقدون بأن ترسانات الثروة والسلاح لا تستطيع أن تقتل فيروساً. فلنمجد العلم والعلماء.. لنمجد العقل والروح الإنسانية علناً نصير بشراً أكثر وننتهي من قميص التوحش الذي لبسناه طويلاً .

السابق
التالي