أيدا المولي- ثورة أون لاين:
طرح الوباء نفسه عنوة في الأسواق فلم يشتره أحد وأغلق الناس أبوابهم بألف متراس وألف مفتاح, لكنه أصر على الدخول بطريقة أخرى التصق بمقابض الباب الخارجية وعلق فيها ثم استنسخ نفسه وأرسل وفداً آخر إلى العجائز الذين لم تستطع الصواريخ والمجاعات إماتتهم, منتظراً خروجهم من غرفهم وإخافتهم بصرخة ذعر وصدمتهم بصوت عال في هزيع الليل، وكان ذلك الذعر والهلع أكبر مساعد له في لململة مزيد من الأرواح الخائفة من لحظة الفراق.
الطاعون أصاب العالم، والكوليرا تفشى، والجدري قتل وكثير من الأبرياء والظالمين تخلو غصباً عن سنوات ربما قضوها في فرح ونعيم, وربما قضوها في متعة تجميع الثروات, لكن كل شيء انتهى, ومع ذلك انتصرت الحياة.
اليوم تتحدى الأوبئة /البشرية/ وتعلن نفسها أقوى جائحة تجتاح الكرة الأرضية فماذا يفعل القاطنون عليها؟
استمتعوا بالقراءة في بيوتكم
عالمياً.. ومع إغلاق المسارح وصالات السينما وتوقف الأنشطة الاجتماعية كان الرابح الأكبر في زمن الوباء مواقع التسوق الإلكتروني، حيث فاقت أرباح “أمازون ونتفليكس أرقامها المالية الضخمة، وازداد إقبال الناس على قراءة الكتب، بشكل ملحوظ، فقد سجل ارتفاع نسبة مبيعات كتاب “الطاعون” والتي نشرت عام 1947 لألبير كامو قافزاً من المرتبة الحادية والسبعين إلى المرتبة الثالثة على سلم المبيعات في إيطاليا، حسب جريدة «لاريبيبليكا»، كما قفزت رواية «العمى» للبرتغالي جوزيه ساراماغو التي نشرت 1995 لتحتل المرتبة الخامسة من حيث نسبة القراء حيث تتحدث الرواية عن وباء غامض يصيب إحدى المدن، فيفقدون النظر فجأة ما يخلق موجة من الذعر والفوضى العارمة التي تؤدي إلى تدخل الجيش من أجل السيطرة على الأوضاع، إلا أن الوضع يزداد مأساوية، حين يتخلى الجيش على الحشود العاجزة والواهنة، ما يؤدي إلى سيطرة العصابات على ما تبقى من طعام ودواء.
يبدأ الناس في الاقتتال فيما بينهم، تتحدث الرواية عن العمى الفكري، حيث استطاعت الرواية استخلاص نتيجة على لسان زوجة الطبيب في نهاية الرواية: “لا أعتقد أننا عمينا، بل أعتقد أننا عميان يرون بشر, عميان يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يرون” في إشارة أيضاً إلى أن الأخلاق البشرية والمبادىء الإنسانية هشة أمام العوز البشري.
للعودة إلى ما بدأ به المقال: إن هذه المبيعات، سجلت عبر موقع أمازون للتسويق الإلكتروني، أما النسبة العظمى من المبيعات فقد كانت من نصيب مواقع رقمية.