محمود ديبو
رغم كل المبادرات الأهلية التي تقوم بها فعاليات تجارية واقتصادية وسياحية لتقديم المساعدة للفئات المتضررة أو الفقيرة ، إلا أن المطلب الأساسي الذي ما يزال يتصدر المشهد هو الدعوة إلى السيطرة على الأسعار التي ولفحت بلهيبها معيشة المواطنين في وقت هم بأمس الحاجة لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
المشهد الذي يتكرر مع كل ظرف جديد ومع كل حالة طارئة بات هو نفسه، والملاحظ اليوم أن حمى (كورونا) أصابت الأسعار أولاً قبل أن تتناول الإنسان، وبدأت الحمى بأسعار المعقمات والكمامات والكحول الطبي، ثم بدأت تتطاول لتشمل الحمضيات وعدد من المواد الغذائية الأساسية ولتصل إلى بعض الأدوية والفيتامينات التي اختفت فجأة من الصيدليات..!!
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن حالة التربص وتحين الفرص هي التي تسيطر على الأسواق اليوم، فلا يدع بعض التجار والموردين مناسبة إلا ويستثمروها لصالحهم دون النظر إلى العواقب التي تترتب على ذلك..
ولعل ما يدعو للاستغراب أحياناً أنه وفي مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم وبلادنا هي جزء منه، يخرج عليك من يقول ويبرر إنها سياسة السوق والعرض والطلب، فأي عرض وأي طلب ذلك الذي يسيطر في مثل هذه الأوقات التي تشهد انتشاراً واسعاً لفيروس قاتل يتهدد البشرية..!!
إن كان الفيروس يشكل خطراً على حياة البشرية، فإن الخطر الآخر يتمثل بحالة الجشع والطمع التي مورست خلال الأيام الماضية في أسواقنا المحلية، والتي أدت إلى عدم قدرة المواطنين، خاصة محدودي الدخل، على تأمين كامل احتياجاتهم من المواد الأساسية التي تعزز مناعتهم لمقاومة هذا الفيروس المستجد..!!