أروقة محلية- نعمان برهوم
فلتان في الأسواق وجنون الأسعار سمات وعبارات ومصطلحات لم نعد ندري من هو بطلها !!.
من يتاجر أم من يسعٌر أم من يراقب؟.. بكل تأكيد جميعهم يحتلون دور البطولة في مسلسل الفلتان والأسعار المجنونة، كل وفق السيناريو الذي اتفقوا عليه.. لتكون الضحية من الجمهور!! في سابقة درامية يستحقون عليها الجوائز .
يشكو التاجر من ارتفاع التكاليف.. و يستطيع من خلال التشاطر بالفوترة من ضمان تسعير يجعله في ميزان الرابحين.. و المسعٌر يلتزم بآلية التسعير.. و رأي أعضاء لجانها الذي يقدر جهود تجارنا .. و يكون مرناً الى حد كبير.. حرصاً على عدم خسارتهم في تجارتهم !!.
المراقب ودوره.. وهنا الطامة الكبرى، فالرقابة كما تفعل حالياً.. تحول المستهلك من جمهور الى ضحية !!.
كانت مديريات التجارة الداخلية و حماية المستهلك تشكو قلة عدد العناصر.. و عدم القدرة على تغطية الأسواق !!.
و الحقيقية أنها حجج واهية تتكامل مع سيناريو فلتان الأسواق آنف الذكر.
بسبب كورونا اتخذت الحكومة قراراً بإغلاق الأسواق.. و لم يعد هناك سوى المحال التي تبيع المواد الغذائية المتنوعة.. ورغم ذلك جن جنون الأسعار.. و تفاقم الفلتان في ما تبقى من أسواق.. حيث يتم تجاهل التسعيرة المعتمدة من قبل التجارة الداخلية وحماية المستهلك.. و كل محل يبيع على هواه.. حيث بات للسلعة الواحدة عدة أسعار.. ويختلف السعر من محل لآخر.. و حماية المستهلك تراقب لكن ماذا تراقب لم يعد المواطن يعرف؟.
إن لم يكن هناك قدرة على ضبط مجموعة قليلة من المحال التجارية في مثل هذه الأيام الصعبة وجعلها تلتزم بالأسعار فمتى سيمكن هذا ؟