نافذة على حدث – عبد الحليم سعود
رغم انشغال العالم بالمخاطر المترتبة على انتشار فايروس كورونا وحصده عشرات آلاف الضحايا حول العالم بما في ذلك تركيا، لا يزال رأس النظام التركي رجب أردوغان يمارس هوايته المفضلة في سرقة ونهب ثروات وأملاك السوريين عن طريق أدواته من الإرهابيين التكفيريين والمرتزقة الأجانب الذين يعملون بإمرته، كاشفاً عن مستوى جديد من الوضاعة والانحطاط غير مسبوقين في تاريخ المنطقة منذ قام أجداده العثمانيون بداية القرن العشرين بسرقة ومصادرة القمح من بيوت السوريين متسببين بمجاعة وفقر شديدين.
ففي جديد اللص الطليق ومرتزقته قيام إرهابيي النصرة والحزب التركستاني بنهب الأنابيب المعدنية من أراضي الفلاحين بمحافظة إدلب وتهريب ما تبقى من محطة زيزون الحرارية التي تم تفكيكها على أيديهم في وقت سابق من أجل البيع في تركيا.
لعله من السذاجة بمكان الافتراض أن هذه الأفعال الوضيعة تتم من دون علم السلطات التركية التي لا تزال تملك نقاط مراقبة في محافظة إدلب بموجب اتفاق سوتشي وتفاهمات أستانا التي يخرقها أردوغان وإرهابيوه بصورة مستمرة، لكون المسروقات تمر عبر ممرات تشرف عليها الحكومة التركية بشكل مباشر، الأمر الذي يؤكد أن هذه الأفعال الشريرة تتم بعلم أردوغان الذي لم يخف سعيه للحصول على النفط السوري في الجزيرة السورية وهو الذي سبق أن تشارك مع تنظيم داعش الإرهابي في بيع النفط السوري المسروق من منطقة الجزيرة.
الحقد والطمع التركيان لم يقتصرا على اللصوصية والسرقة بل تعدياهما إلى قطع المياه عن أهلنا في الحسكة كعقاب لهم على وقوفهم في وجه مرتزقته وارهابييه إلى جانب دولتهم وجيشهم، هذه الأفعال الناقصة التي تعبر عن لصوصية حقيقية متأصلة لا تصدر إلا عن مجرم حرب وسفاح، ينبغي أن تدفع الأمم المتحدة للتحرك ضد أردوغان من أجل محاسبته على جرائمه بحق السوريين، لا أن يكتفى ببيانات تنديد جوفاء لا يمكن أن تردعه أو تعيده إلى صوابه ولا سيما أن الجرائم التركية بحق السوريين ترقى إلى مستوى جرائم حرب من الطراز البشع.

التالي