ثورة أون لاين – حسبن صقر:
اعتدنا كشعوب عربية التمسك ببعض العادات والتقاليد، دون النظر بأضرارها وما تترك من آثار صحية سلبية، تبدأ بالسلام والعناق، وقد لا تنتهي بالشرب من نفس الكأس، او تناول الطعام من نفس الصحن، متناسين أن هناك بعض الأمراض تنتقل بالعدوى، وان تلك العادات تتسبب بشكل رئيسي بانتقالها، وعندما يريد أحد منا مخالفة تلك العادات أو الخروج عنها، يتهمه البعض بالتكبر والغرور والخروج عن المألوف، واليوم يعاني العالم برمته، وكذلك نحن في سورية من وباء الكورونا، وبالتالي من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن تلك العادات تقف وراء انتشاره، لا انحساره.
وفي هذا الإطار عبر بعض الأشخاص ل”الثورة” عن انزعاجهم من تلك العادات، وبنفس الوقت عن امتعاضهم من عدم القدرة على مواجهة الآخرين فيها، ورفضهم لها، لأن البعض من الطرف الآخر لا يقدر المخاطر الناتجة عن المخالطة واستعمال أدوات الشخص الآخر.
وقال السيد هاني المعطي وهو مدرس رياضيات: إن تلك العادات تؤذي الصحة وتضعف المناعة، وتتسبب بانتشار الأمراض، وعندما نقوم بتوجيه بعض الملاحظات في المجالس العادية وأثناء الزيارات، نرى بعض الحاضرين كيف تكون ردة فعلهم، حيث لا يعجبهم الكلام، وكأنهم يقولون ماهذه المبالغة يارجل، فالأمر لا يحتمل كل ذلك.
وأضاف المعطي: بالنتيجة يجب أن يتصرف الشخص حسب قناعاته، و ما يملي عليه الحذر والوقاية، لأن تطلعات هؤلاء الأشخاص ونظرتهم لا تنفع بالنتيجة، ومايهمنا هو صحتنا مهما سخر هؤلاء من الموقف.
بدورها سونيا الخواجة عبرت بالقول: من الملاحظ أن جميع الناس يوجهون النقد لتلك العادات وينبذونها، لكنهم لا يستطيعون المواجهة، او الإجهار برغبتهم في الابتعاد عن الآخرين والاستقلال باستخدام الأشياء، خوفاً من ردة فعلهم، وبالتالي يجدون أنفسهم مجبرين للتعامل معهم والقبول بالأمر الواقع، مع أنهم يعرفون بقرارة أنفسهم ان ذلك يؤذي الصحة ويسبب بانتقال الأمراض، مهما كان نوعها، ولاسيما أننا اليوم نواجه مرضاً خطيراً لاتنفع معه المداراة والمسايرة.
وأوضحت الخواجة أنني كربة منزل مضطرة لأن أحتمل أهل بيتي وأفراد أسرتي، لكن الضيف القادم ليس مجبراً على ذلك، كما أنني لست مجبرة على ذات الامر عندما أكون في زيارة أحدهم .
وعبرت الصيدلانية نها الزاغوت قائلة: اليوم ومع انتشار مرض الكورونا في العالم، واتخاذ الجهات المعنية في سورية الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره، لاحظت بعض الوعي عند الناس الذين أصبحوا يتقيدون قدر الإمكان بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، وكما تشاهد لقد وضعت لافتة بانه من الضروري ترك متر على الأقل بيني وبين المريض القادم لشراء الأدوية، حرصاً على سلامتي وسلامته، لأنه من الضروري التقيد بالنصائح والإرشادات، بالإضافة لاستخدام الكمامة والقفازات أثناء تناول وإعطاء الأدوية وترجيع ماتبقى من نقود.
وقال سالم المبيض بائع ألبسة: اقوم بتعقيم الألبسة التي لايشتريها الزبائن، لأن هناك من سيستخدمها أثناء قياسها أوشرائها، ولذلك لابد من أخذ الحيطة والحذر في هذا الخصوص، وأضاف يجب على كل شخص أن يعتبر نفسه مصاباً حتى يحمي غيره وتنتشر تلك الثقافة.
من ناحيته أوضح المحامي حسان أبو سعدى ليس من الضروري أن نبتعد عن تلك العادات في زمن الأمراض والأوبئة فقط، فماذا يضر إذا استخدم كل منا صحنه وملعقته وكأسه، وأخص بعض المناطق أثناء تناول مشروب المتة، حيث يتناول البعض من أهلها هذه المادة من كأس واحد او مصاصة “بنبيجة” واحدة، وبالتالي من الضروري التخلص من هذه العادة وعدم الرجوع إليها بعد انتهاء الحجر بإذن الله.
وفي هذا السياق تحدث الدكتور عباس حميدان عن الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكداً على ضرورة الوقاية عند الجميع ولاسيما كبار السن والأطفال، والتأكد من امتلاكهم الوعي بإجراءات الحماية الشخصية، ومتطلبات النظافة وتجنب مشاركة الأغراض الشخصية، والانتباه للتهوية وتجنب الذهاب إلى الأماكن المزدحمة وعدم الحضور في الأماكن العامة، وارتداء الأقنعة الواقية عند الخروج، أي الحفاظ على جدول حياة منظم، ونظام غذائي صحي.
وأضاف حميدان من الضروري تغطية الفم والأنف واستخدام المناشف الورقية عند العطاس.
أما في المدارس يجب على الطلاب تجنب الازدحام والتزاحم، والابتعاد عن كل ما من شأنه التسبب بانتشار العدوى، وخاصة عند استخدام صنابير المياه ومسكات الأبواب، وإجراء مراقبة صحية يومية والإبلاغ عن النتائج والحالات من قبل إدارة المدرسة، فضلاً عن ضرورة ارتداء التلاميذ للأقنعة الواقية أيضاً، وعدم استخدام الأدوات من بعضهم، والمحافظة على نظافة الأيدي طوال اليوم.
وفي أماكن العمل الطلب من الموظفين والعاملين المشتبه بإصابتهم مغادر المكان والبقاء في المنزل والتأكد من حالتهم، وكذلك في محلات التسوق، يجب تنظيف السلع وتطهيرها بشكل جيد، وتنظيف فلاتر ومكيفات الهواء.
وقال حميدان إن موضوع الوقاية من المرض يعتمد أولاً وأخيراً على النظافة الشخصية، وعدم استخدام أدوات الآخربن، حتى بعد انحسار المرض، لأن هناك الكثير من الأمراض تنتقل بالعدوى ولاسيما أمراض الجهاز التنفسي، فالتقيد بالعادات الصحية يجب ألا يقتصر على المرحلة التي يعاني منها البشر اثناء انتشار الأمراض.