يعتقد كثير من السوريين أنهم يواجهون مرحلة صعبة هذه الأوقات، ويجزم البعض أنها الأصعب طوال عشر سنوات، أي منذ بدء الحرب على سورية، وهو أمر صحيح، فمازالت الدولة السورية تواجه وتتصدى لفيروس كورونا الذي أعيا العالم برمته، أما الجديد في الموضوع فهو أخبار الهزات الأرضية الأخيرة وتوقعات الزلازل التي بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بنقلها عن خبراء وربما معنيين في هذه المسألة لتصبح الحالة المعنوية منخفضة للغاية.
إذا بحثنا في علم السلوك الإيجابي نستطيع أن نجد الكثير من التصريحات والنصائح التي تدعو للبحث عن الجوانب الإيجابية والتركيز عليها عندما يشعر المرء بالضغط أو ربما الكآبة والحالة النفسية السلبية على مبدأ أن اشتداد سواد الليل والظلمة ما هو إلا دليل على اقتراب بزوغ النور والضوء والفجر.
وضمن هذا الإطار فكرت كثيراً قبل كتابة هذه السطور وبحثت عبر جولة في الأخبار بحثاً عن نقطة إيجابية، وبعد البحث توقفت عند ما صرح فيه وزير الزراعة مؤخراً والذي أكد فيه أن تنفيذ الخطة الزراعية الإنتاجية لهذا العام وصلت إلى نسب عالية مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى أن الإنتاج الوفير والمبشر للمحاصيل الزراعية هذا العام في ظل الهطلات المطرية والظروف المناخية الجيدة، حيث وصلت المساحة المزروعة بمحصول القمح إلى مليون و/354/ هكتاراً، والمساحة المزروعة بمحصول الشعير بلغت مليوناً و/500/ هكتار، أما بالنسبة لمحصول البطاطا فقد بلغت لهذا العام حوالي / 500 / ألف طن للعروة الربيعية، و/ 50/ ألف طن للعروة الصيفية، و/200/ ألف طن للعروة الخريفية، لافتاً إلى الوصول لذروة الإنتاج من الخضراوارت وصولاً إلى الزراعات المكشوفة التي سيتم تسويقها خلال شهر أيار.
الحقيقة أن ما صرح به وزير الزراعة إيجابي ويدعو للتفاؤل والأمل يجب أن نتمسك فيه بإيجابية، فهو يدل أن الموسم الزراعي جيد ويبشر بالخير وله مدلولاته الاقتصادية والتي تشير إلى أن أسعار المحاصيل الزراعية ستكون مقبولة كما أن غلة الدولة السورية من الحبوب ستكون وفيرة ما سيخفف عبء الاستيراد واستنزاف القطع الأجنبي وتحقيق الأمن الغذائي وخاصة فيما يخص رغيف الخبز وهو أمر إيجابي خاصة خلال هذه الفترة التي تشهد مخاوف كبيرة من مستقبل رغيف الخبز.
الأمر ليس بهذه السهولة، فما نتحدث عنه من بوادر إيجابية بحاجة إلى جهود جبارة من الجهات المعنية وتخطيط وعزم وإرادة وربما حظوظ حتى تكتمل الصورة الإيجابية وتترجم لنتائج ملموسة على أرض الواقع، إلا أننا نتمسك بالأمل بأن يكون القادم أجمل.
على الملأ- بقلم أمين التحرير: باسل معلا