في مثل هذه الظروف الصعبة تكتسب أهمية تشجيع وتكريس روح المبادرة وجعل الناس يدركون أن الأصل في تحركهم الاجتماعي وما يبذلونه من جهد ووقت في سبيل الخدمة العامة هو واجب وطني وتجسيد فعلي لمفهوم الانتماء والمواطنة، وصولاً إلى الفهم المشترك بأن المبادرة حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية، وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء، وأن أي عمل ليس مرتبطاً بزمن محدد بقدر ما هو مرتبط بقيمة الخدمة نفسها وفي الوقت المناسب لها.
وفي مثل هذه الظروف الصعبة ثمة أعمال ومهام ومبادرات لا تحتاج إلى تكليف بقرار أو تعميم.. هنا فقط تظهر روح المبادرة والتفكير ببدائل عن أمور كانت ميسرة ولم تعد ممكنة.
أعرف كما يعرف الكثير عن الخدمات المميزة التي كانت تقدم لعمال النفط من سكن وإطعام ووسائط نقل إلى المحافظات وبرامج ترفيهية في شاليهات خاصة بعمال النفط على الساحل السوري.. اليوم أين هي تلك الخدمات؟.
مناسبة هذا الكلام الهاجس الذي يشغل بال الكوادر الإدارية والنقابية في حقول النفط بالجبسة وحرصهم على التواصل مع عمالهم دفعهم للتفكير بالبدائل الممكنة ولو بالحد الأدنى الذي يحقق التواصل مع العمال ويجعلهم يشعرون باستمرار أن صناع الذهب الأسود مازالوا في دائرة الرعاية والتكريم، حيث تقوم إدارة الحقول وشعبة الحزب فيها بمشاركة المؤسسة النقابية بزيارة العمال في منازلهم وإيصال بعض احتياجاتهم اليومية ولاسيما ما يتعلق بالوقاية من كورونا من مواد نظافة وتعقيم، ونشر التعليمات الخاصة بالتدابير التي اتخذتها الحكومة للوقاية من الفيروس.
وإذا كان ذلك ليس غريباً على الكوادر الإدارية في الحقول بالقياس مع ما كان يقدم لعمال النفط، فإن الأمر ذاته ينطبق على المؤسسات والمنظمات الموجودة في حقول النفط، فمنذ بداية الأزمة مع كورونا وضعت كوادرها وإمكانياتها ومقراتها تحت تصرف الجهات الحكومية وبدأت بالاستعداد والتهيئة لأي دور مهم يمكن أن تقوم به.
تحية لكل الجهود والمبادرات الطيبة.. ولعمال النفط صناع الذهب الأسود الذين اشتاقوا بالتأكيد لعودة حقولهم.
الكنز- – يونس خلف