فيصل الجردي … جوليا دمنا

 ثورة أون لاين – سلوى الديب:

“يا لذاكرة المكان..كم هي عجيبة مذهلة ؟ تتألق بعبقرية الإنسان .. وتزدهي بجمال الطبيعة، هذا هو نهر العاصي يتحدى الزمن كما يتحدى التضاريس والاتجاهات، فجرى شمالاً مخالفاً الناموس، وعندما يعانق حمص تهمس مويجاته الرقراقة أجمل أغاني العشق ، تشمخ جولياه بإباء، ويصدح ديك الجن بأحلى القصائد والأشعار.
هذه الرواية رحلة عبر الزمن إلى الماضي الغابر، ورحلة عبر المسافات إلى أصقاع العالم القديم فإلى رحالة الزمن ورحالة البوادي والقفار هذه الأنشودة”
بهذه الكلمات قدم الروائي فيصل الجردي عمله الأدبي، حيث تتألف الرواية من 125صفحة من القطع المتوسط، قسمه لأحد عشر فصلاً .
لتسافر بنا الرواية إلى قصص ألف ليلة وليلة حيناً، وتذكرنا حيناً أخر بملحمة من ملاحم الإغريق، تشدك للغوص في أحداثها ، فتحملك على جناح الخيال لترى الطبيعة بجمال تفاصيلها بلغة راقية ترتقي بالقارئ، بعيداً عن المفردات البسيطة، فنرى الشجر والنهر والخيول بنظرة الكاتب الحالمة:
“وما أن وصلوا إلى جسر الميماس الحجري، تحت ظلال أشجار الجوز الشاهقة، وسمعت الخيول خرير المياه التي تنساب تحت الجسر، حتى أخذت تحمحم وهي تتراقص فرحاً..”
ويغرق في وصف ما تمتعت به المرأة عبر التاريخ من منزلة وحرية:
“جوليا دمنا كاهنة الشمس الأولى ابنة الكاهن باسيان من أسرة شمسغرام الكنعانية العريقة، فارسة مقاتلة تدربت على يدّ القائد كادان مع ولده القائد مقيم رفيق طفولتك الذي أحبك بكل جوارحه..”
فنعيش قصة عشق بطل الرواية القائد سبتيم لجوليا دمنا كاهنة الشمس الأولى وابنة الحاكم كاهن الشمس ولقاءهم الأول، وتتصاعد الأحداث بأسلوب مشوق بوصف عالي الدقة للأشخاص والأماكن، فيغير قدر جوليا نبوءة العرافة التي تقول:
“قد قرأت في طالعها بأنها سوف تتزوج إمبراطورا كبيراً، وتصبح هي الإمبراطورة التي ستحكم العالم ..”
فتتخلى عن رفيق صباها مقيم أحد قادة جيش أميسا، وسط أحداث مشوقة، وتتزوج القائد سبتيم فيصف لنا لقاءهم وتعارفهم وهيام سبتميوس بها، لتمر الأيام بطيئة عند سبتيم بعد مغادرته أرض محبوبته في الفصل الثالث ومراسم التحضير للزواج واختلاف العادات وطقوس الزواج من بلد لأخر، وفي الفصل الرابع يصف دور المرأة في المعارك من خلال مشاركة جوليا لزوجها في المعارك التي يخوضها:
“جوليا كانت تقف شامخة على رابية مرتفعة وسط جنودها من رماة السهام تمطر الجيش الفارسي بآلاف السهام كل صلية ، وتوجه الرمي بالأقواس الأرضية الكبيرة لاصطياد الفيلة التي تشرد من ساحة المعركة”
تتصاعد الأحداث من خلال المعارك التي يصورها الكاتب لينسج خطط حربية ومعارك فيحملك إلى أرض المعركة، تحمل الأحداث نكهة الحب في مفردات أحداثها، بين سبتيم وجوليا، ليرزقا بطفلين أسمياهما باسيان وجيتا ، وليتدرج سبتيم بالمناصب، ويتناول العمل تعدد الأديان وعمل جوليا الدائم لنشر ديانتها لإله الشمس إيلاجبالوس، وتمسكها بأمومتها وتربية صغارها بنفسها، وتعاون سبتيم معها في رعاية أطفاله:
“أنجبت جوليا ذكراً سمته جيتا وفقاً لرغبة زوجها، وانصرفت إلى تربيته والعناية به ، بينما انصب اهتمام سبتميوس على باسيان ..”
لتتصاعد الأحداث وفق سياق درامي شيق فيه الكثير من المحطات الحزينة والمحطات المفرحة، فيصبح سبتيموس إمبراطور روما وتتحقق نبوءة العرافة لتصبح جوليا إمبراطورة روما، فيكبرا الولدان ، ثم يموت جيتا بظروف غامضة وتتردى صحة سبتميوس ثم يموت، وتتصاعد الأحداث حتى نهاية العمل الذي ينتهي بموتها ليدرك مقيم رفيق صباها أنه كانت تحبه.

 

آخر الأخبار
أنغولا بطلاً لسلة إفريقيا للمرة الـ(12) الدفاع المدني في اللاذقية يسيطر على حرائق عدة بالمحافظة غرفتا الصناعة والتجارة في حلب تبحثان آفاق التعاون وتوحيد الجهود لخدمة الاقتصاد المحلي  د.نهاد حيدر ل"الثورة".. طباعة عملة جديدة يحتاج لإجراءات إصلاحية  ينعش آمال الأهالي ببيئة أنقى.. قرار بوقف "الحرّاقات" في عين العبيد بريف جرابلس  ضبط تعديات على خطوط ضخ المياه بريف القنيطرة الجنوبي تراجع ملحوظ  في إنتاجية العنب بدرعا.. وتقديرات بإنتاج 7 آلاف طن   وزير الاقتصاد يبحث في حلب مع وفد تركي فرص التعاون والتطوير العقاري حلب تستضيف الندوة التعريفية الأولى لمشروع "الكهرباء الطارئ" في سوري الإنسان أولاً.. الصحة تطلق مشاريع نوعية في ذكرى استشهاد محمد أمين حصروني بحث عودة جامعة الاتحاد الخاصة وتسجيل طلاب جدد التحالف السوري- الأميركي يدعو الكونغرس لرفع كامل العقوبات عن سوريا لتراجع إنتاجيته .. مزارعو عنب درعا يستبدلونها بمحاصيل أخرى تركة ثقيلة وخطوات إصلاحه بطيئة.. المصارف الحكومية تراجع دورها ومهامها استئناف العمل بمبنى كلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس فرص استثمارية ودعم للمبدعين.. "التجارة الداخلية" في جناح متكامل بمعرض دمشق الدولي "الجريمة الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني".. التركيز على دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتوجيههم إزالة 22 تجاوزاً على مياه الشرب في درعا سبعة أجنحة للاتحاد العام للفلاحين بمعرض دمشق الدولي.. غزوان الوزير لـ "الثورة": منصة تلقي الضوء عل... " سوريا تستقبل العالم " .. العد التنازلي بدأ.. لمسات أخيرة تليق بدورة معرض دمشق الدولي