ثورة أون لاين- آنا عزيز خضر:
كيف تتحول الحياة الهانئة إلى استحالة تتقاذفها الملمات هنا وهناك. كيف يلتقط الإنسان بقايا روحه وسط أسى ﻻحقه ليندب جراحه وآلامه الكثيرة.. كيف يُحرم الإنسان من أبسط حقوقه…
هذا ما أوضحه الفيلم السينمائي القصير “آخر موقف” سيناريو وإخراج “حيدر سليطين” وبطولة “سليم حمادة” و”حسناء سالم” و”رهام إسكندر” و”محمد شما”.. وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما صندوق المنح الإنتاجية..
لقد نسج الفيلم عالمه الخاص، بانياً معادله الدرامي وفق آليات جسدت الوجه الجميل للحياة المشتهاة، وسط صعوبات وأزمات خانقة. ذلك أنه يصعب الخروج حتى إلى عالم الأحلام، فالحياة أحلام منكسرة وسط ظروف حرب قاسية نزعت من النفوس إمكانية الفرح ولو قليلاً، وإن تسنى لأحدهم أن يفرح فللحظات خاطفة ومسروقة من الحلم الذي لابد من العودة إلى الواقع المؤلم بعده..
هذه الحالة الموجعة التي يعيشها السوريون، عولجت عبر الفيلم بأسلوب فني بسيط وسلس، امتلك دلالاته العميقة التي أوحت بذلك الواقع من خلال، علاقة حب بين شاب وشابة، تعارفا خلال رحلة قصيرة في باص داخل المدينة.. في هذه الرحلة، ينسج الشابان عوالم وردية مشروعة لكن، على ما يبدو ليست تلك العوالم لهما في مثل هذه الظروف القاهرة، ذلك أننا نفاجأ بأن تلك العلاقة لم تكن إﻻ في الحلم، وهي عصية على الواقع رغم بساطتها، حيث صوَّر الفيلم ماعاشه السوريون من معاناة وحرمان وغير ذلك مما جعل حتى الأحلام البسيطة لديهم صعبة المنال.
حول الفيلم وما تناوله وقارب فيه واقعنا بأسلوبه الخاص، تحدثت الفنانة “حسناء السالم” بطلة الفيلم قائلة:
“يعرض الفيلم آثار الحرب على المجتمع ككل، وعلى فئة الشباب بالأخص، وأجسّد فيه شخصية “هيا” وهي طالبة جامعية تقوم برحلة مع زميلة لها، وتكون الرحلة في باص للنقل الداخلي، وفي الرحلة تتعرف على شاب يبني أحلامه بعلاقة حب وتعارف بينهما.. يتخيل بعد أن تمّ تعارفهما، بأنهما قد أحبّا بعضهما، بل ربطت بينهما علاقة جميلة انتهت إلى خطبتهما.
في النهاية، يدرك بأن كلّ ما تخيله لم يكن إلا مجرد حلمٍ، سرعان ما يعود إلى الواقع بعد أن يصحو منه.
بالنسبة للدور الذي جسدته، هو أول دور أقوم به، ولقد أعطاني الكثير من المعرفة، إضافة إلى ما منحني إياه من خبرة كأول تجربة سينمائية في آلية التعامل مع الكاميرا، وكسر حاجز الرهبة.
جداً كنت مستمتعة وأنا أجسد هذا الدور، وحاولت الاستفادة من أدق التفاصيل رغم أنني خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية.. التجربة الميدانية علمتني الكثير”.