بين الحين والآخر نسمع عن إبداعات واختراعات لطلاب جامعاتنا حيث صمم مؤخراً فريق بحثي طلابي من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة تشرين جهازين يعملان بدون لمس الأول للتعقيم والثاني لقياس درجة الحرارة يمكن أن يحلا محل الأجهزة اليدوية، وذلك في إطار الجهود المحلية للتصدي لفيروس كورونا وبعد أيام من العمل المتواصل داخل الجامعة ومن المنازل في ظروف حظر التجول أثمرت عن هذا التصميم لفريق البحث، إضافة لوجود الكثير من المشاريع الأخرى المهمة التي تؤكد أهمية رعاية الإبداع والمبدعين وتبني مشروعاتهم ووضعها موضع التطبيق وتسليط الضوء عليها وعدم الاقتصار على عرضها في معارض لمجرد العرض فقط.
تعزيز ثقافة الابتكار في المجتمع يتطلب توفير بيئة مناسبة ومحفزة في جميع المؤسسات ذات الصلة بحياة الإنسان كالأسرة والمؤسسات التعليمية والاقتصادية والبحث عن أفضل التقنيات والمعدات والأفكار والابتكارات التي تخدم مشاريع التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية والعلمية وغيرها، مع ضرورة الاهتمام بتعزيز ثقافة التفكير العلمي، وتطوير المناهج والمقررات الدراسية والأنشطة، وكذلك الممارسات التعليمية وفق معايير هدفها الوصول إلى منهج تعليمي متكامل يحفز الإبداع والابتكار في المدارس، فالمجتمعات المتقدمة تشجع التفكير العلمي ومن الأهمية بمكان تأكيد مسؤولية الشركات المجتمعية نحو دعم الابتكار وتشجيعه من خلال الحوافز المناسبة.
إيماناً بأهمية ما يقدمه الشباب السوري من ابتكارات تخدم المجتمع وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار يجب تطوير فكرة ربط الجامعة بالمجتمع بما يتيح تحويلها إلى مؤسسة إنتاجية لاستثمار المواهب والطاقات الشبابية من خلال إيجاد آلية تعاون مع القطاعين العام والخاص بما يعود بالمنفعة على الطرفين ويسهم في دعم الصناعة المحلية وربط الإبداع وتأثيراته بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية كما هو معمول به في كل دول العالم، كما أنه من الضروري تأسيس حواضن ترعى الإبداع والمبدعين وتضع ابتكاراهم موضع التطبيق، ومواجهة الصعوبات التي تواجههم وأبرزها التمويل وتأمين المستلزمات والقطع وإيجاد بيئة مناسبة لعملهم و مشاريعهم وإبداعاتهم والترويج لها وتسويقها و تقديم الدعم والرعاية للمبدعين وصقل مهاراتهم وإتاحة الفرصة أمامهم لإطلاق الطاقات الكامنة لديهم فالاستثمار في الإنسان من أهم وأفضل أنواع الاستثمار وهو يضع أي بلد في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة.
أروقة محلية – بسام زيود