في ظل هذا الوباء الذي أصاب العالم برمته، ثمة إجراءات احترازية اتخذتها الحكومة، لا شك أنها كانت قرارات مهمة في تفاصيلها الأمر الذي جعل المواطنين أكثر اطمئناناً وسلاماً.
لكن لو تحدثنا عن الجانب الثقافي فسنجد أن وزارة الثقافة بدورها قامت بمجموعة خطوات يمكن الوقوف عندها، فمثلاً عرض مجموعة أفلام سينمائية سورية من خلال الإنترنت عمل جيد، فقد أعادت للسينما سحرها ووجودها عندما تابعناها من منازلنا، أيضاً أوعزت مديرية الفنون الجميلة بنشر الأعمال الفنية والمقتنيات لمحبي ومتابعي الفن التشكيلي تحت مُسمّى ( معرض الفن التشكيلي الافتراضي) لبعض من أعمال الفنانين السوريين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحرص الهيئة العامة السورية للكتاب على صدور مطبوعاتها ودورياتها في وقتها المحدد، ورغبتها في رفد قرّائها صغاراً وكباراً بالأعداد الجديدة من هذه المطبوعات والدوريات كان الفعل الأهم، فقدمت مجموعة من الكتب الإلكترونية وسلسلة “مكتبة الطفولة”، التي ستعيد إصداره ورقيّاً في وقت لاحق.
نعم كثيرة هي الأنشطة الثقافية التي أطلقتها الوزارة ونحن نقضي أيام الحجر المنزلي، وليس آخرها المتحف الافتراضي للتراث الثقافي السوري الذي يحتوي على نماذج لقطع أثرية معروضة في المتاحف السورية المختلفة ونماذج لمواقع أثرية, وهنا يمكن القول: إن ما اجتهدت به معظم الوزارات ومنها وزارة الثقافة دليل واضح على مثابرة السوريين وعطائهم اللامحدود في ظل الأزمات. فالسوريون خلال سني الحرب لم يتوقفوا يوماً واحداً عن بث العطاء والإبداع في مختلف الأراضي السورية.
ما نشهده اليوم ليس غريباً، فالأغلبية منّا يرغب في المزيد، نواجه المصاعب كافة إلكترونياً بجيش من إبداعنا, المحنة ليست سهلة، لكن ما نفعله إيجابي ولا يمكن تجاهله، حتى لو حمل منغصات أو أخطاء غير مقصودة.
رؤية- عمار النعمة