يكاد العالم كله يتحدث بموضوع واحد مشترك ألا وهو الوباء الذي شغل الجميع دون استثناء، وعطل الحياة والإنتاج بنسب متفاوتة ومختلفة.. لكنه دون ريب وهو ينقشع عن العالم رويداً ترك ندوباً وآثاراً اقتصادية واجتماعية وثقافية، وأحدث تحولات حفرت مجراها عميقاً..
وفي التجارب الكبرى -حلوها ومرها- لابد من نتائج وعبر تستخلص مما جرى.. فهل حان وقت الحديث عن ذلك ؟.
ليس مبكراً الأمر بل يمكن القول بصراحة إنه مع تغول الجائحة ورسم مجراها بدأت معالم الدرس تتضح وأولها: أن النفاق الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية قد بلغ مداه ووصل الذروة، وسقطت كل ادعاءاتهم الحضارية والإنسانية، ولم يكن الضخ الإعلامي الذي يمارسونه إلا ستاراً تمزق مع أول اختبار..
سقط في دولهم ومجتمعاتهم وانكشفت نظم حياتهم الهشة وبناهم الخدمية التي كانوا يتاجرون بها..
إنه العري الإنساني القبيح الذي ظهر وكانوا من يتاجر بمصطلح الإنسانية وحقوق الإنسان وغير ذلك، فإذا بهم مع اول اختبار يسقطون وتبدو الهوة الواسعة بين ضخهم الإعلامي والواقع الحقيقي..
وعلى المستوى العالمي تبدو العلاقات الدولية تتجه نحو ترسيخ فعل التعاون الفعلي والحقيقي وإنهاء عصر العولمة بالقوة، وفرض قيم استهلاكية بقوة النفوذ الاقتصادي، وبالتالي عقلنة عصر التفاعل والتوجه نحو العمل الانساني المشترك..
وهذا لن يقوى ويترسخ ما لم يتم لجم جنون الأنظمة الداعمة للارهاب وجعلها تدفع ثمن ذلك، وعلى رأسها تركيا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني الهجين الذي يثبت كل يوم انه وصمة في تاريخ الإنسانية كلها..
فلم يوفر حتى حالات المرض العالمي للقيام بأعمال وحشية وعداونية يرافقه بالفعل أيضاً النظام التركي..
الدرس الذي تركه الوباء طويل وطويل ويحتاج إلى قراءات عالمية تأخذ الإنسانية إلى مرفأ الأمان، وهي فرصة سانحة تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود الدولية والعمل المشترك، وهذا لا يأتي بين ليلة وضحاها، والدرس مازال مستمراً.. ونأمل ألا يمر من دون فائدة.
بقلم أمين التحرير: ديب علي حسن