ثورة أون لاين -عزة شتيوي:
يرتدي الخوذة الحربية ويبدأ بقتال فايروس كورونا.. لا ينقص ترامب في هذه اللحظات وهو يعلن الحرب على كورونا سوى حصان الدونكشوت وقليل من المؤثرات الصوتية لوزير خارجيته بومببو الذي بدأ بمعركة مع الصين بينما ضحايا بلاده تدخل عتبة الملايين! …اللافت أن الرئيس الأميركي يصرّ وسط تزايد عدد الوفيات في بلاده جراء الوباء بتسمية المرحلة الحرب على كورونا…!!
ربما كان استخدام مصطلح الحرب على كورونا ومن قبلها الحرب على الإرهاب ومن قبلهما على .. وباء أو فقر الخ .. جزء من تراث السياسة الأميركية التي يبدو أنها يجب أن تكون في حالة حرب على شيء ما..
الأكثر من ذلك أنه خلال مؤتمر صحافي حول استجابة الولايات المتحدة لفيروس كورونا، قال دونالد ترامب إنه يعتبر نفسه “رئيساً في زمن الحرب”.
لم يعلن ترامب ذلك ليتباهى بما يقوم به أو بداعي الاستنفار الكامل، بل ليستغل جائحة كورونا ويضعها في صندوق انتخابه… فالشعوب تلتف حول حكوماتها في الأزمات ناهيكم عن أن إعلان حالة الحرب من شأنه تقطيع كل الخيوط الديمقراطية الظاهرية التي تقيد الرئيس الأميركي ..الرجل يوسع صلاحياته باتساع رقعة الفايروس!!
تقول الدراسات الأميركية إن توصيف شيء ما بأنه «حرب» يوفر لترامب هامشاً كبيراً من الحرية في إجراءاته السياسية والأشياء التي كانت غير مطروحة تصبح الآن مباحة.
الأكثر لفتاً أن واشنطن تسعى للتجسس على مواطنيها بحجة تتبع مصابي فايروس كورونا.. حتى الأميركي باتت تحت أشعة التجسس!! وبالطبع هذه الإجراءات لن تزول حتى لو زال كورونا غطاء الحرب الذي يستخدمه ترامب ضد كورونا وفر له الكثير أيضاً كالالتفاف على الكونغرس أو أي رقابة شعبية.
يدوس ترامب (الديمقراطية) الأميركية بكل تهكم، ويركل الإعلام الذي ينتقد فشله في مكافحة كورونا وتسببه في قتل مئات الآلاف من الأميركيين.. والدعوة المبكرة لفك العزل.. وتفضيل السياسة والاقتصاد على الأرواح.
ترامب يعلن الحرب على كورونا ليكون رئيس الصلاحيات الكاملة…. هي فرصة للاستثمار بهذا الفايروس.. والتاجر الأميركي يتفشى على حدود الوباء!!.