من البديهي أن حالة الحصار والمقاطعة التي فرضتها الدول الغربية المعادية للدولة السورية والتي ما زالت تضيق الخناق على مختلف الأصعدة بحاجة لحلول إبداعية وغير تقليدية لتجاوزها والتحايل عليها..
اليوم ما زال تأمين السيولة النقدية يشكل عبئاً وهاجساً للدولة السورية، خاصة وأن المحاولات مستمرة لمنع طبع المزيد من العملات الورقية ناهيك عن التكاليف الباهظة لهذا الأمر، ومن هنا أصبح التوجه نحو تعزيز الدفع الالكتروني ضرورة وحاجة ملحة، كما أنه يتماشى مع التوجهات التي أطلقتها الحكومة السورية نحو تبسيط الإجراءات وتسهيلها فيما يتعلق بالمعاملات الإدارية والحكومية والخدمية، وضمن هذا الإطار شهدنا منذ أيام قليلة إطلاق الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية خدمات الدفع الإلكتروني لفواتير الهاتف الثابت، والكهرباء بدمشق وريفها، وجميع خدمات مديريات النقل بالمحافظات، وذلك من خلال ربط مصدري الفواتير ومتقاضي الرسوم من جهة، والمصارف العاملة من جهة أخرى.
الشركة السورية للمدفوعات أكدت جاهزية الجهات التي ستقلع حالياً كمرحلة أولى وهي الشركة السورية للاتصالات، والمؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء، وخدمات مديريات النقل، بالإضافة إلى جاهزية مصرفي “بيمو” و”البركة”.
وأوضحت أن المواطن سيتمكن من خلال هذه الخدمات سداد كل فواتير الهاتف الثابت، وفواتير كهرباء محافظتي دمشق وريفها بالمرحلة الحالية، إضافة إلى كل خدمات المركبات الخاصة بمديريات النقل بالمحافظات، وذلك من خلال القنوات المصرفية لمصرفي “بيمو” و”البركة” عن طريق الهاتف النقال والانترنت حالياً، لافتة إلى أن المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء ستقوم خلال الفترة القليلة القادمة بإضافة ثلاث أو أربع محافظات أخرى إلى المنظومة.
وعن المرحلة القادمة أشارت إلى أنها ستضم الخدمات التي تقدمها وزارات الداخلية، والمالية، والموارد المائية، ومحافظة دمشق عندما تكون جاهزة للربط مع منظومة الشركة، إضافة إلى المصارف العاملة الجاهزة، الأمر الذي يؤدي إلى توسيع شريحة المواطنين المستفيدين من خدمات دفع الفواتير والرسوم إلكترونياً.
هذه التجربة تقف أمام تحديات صعبة وحقيقية، خاصة فيما يتعلق بتسويقها وتعميمها فهي حتى اللحظة ما تزال غير معروفة ومرغوبة من قبل الجمهور في ظل الصعوبات التي تواجه المعنيين لاستخدامها واللجوء إليها، وأهمها ضعف البنى التحتية اللازمة من إنترنت وكهرباء، وبالتالي فإن هذه الخطوة ما زالت بحاجة لكثير من الجهود والعمل لتحقيق النتائج المرجوة والتي تصب في صالح الجميع..
على الملأ- بقلم أمين التحرير: باسل معلا