الكون بأسره لا يتسع لمن بذلوا ارواحهم رخيصة فداء للوطن وللأرض والعرض شهداء الوطن الابرار..وسنحتفل بعيدهم ما دامت الشمس تشرق كل يوم
ثورة اون لاين _ رفيق الكفيري:
في السادس من ايار من كل عام نحتفل بعيد المجد والخلود ، عيد اكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر في حضرة الشهداء تعجز الكلمات وتضمحل العبارات عندما يراد وصفهم فهم من اختصر قيم الحياة بكلمة واحدة وفعل واحد هو الشهادة وهم من بذلوا أرواحهم فداءً للوطن والأرض والعرض فكانوا عند الله مع الأنبياء والصديقين وسجلوا أسماءهم بأحرفٍ من نور في سجل الخالدين ، شهداء الوطن الابرار الذين يشكلون للبطولة عنوانا وللمجد بيارق ووسام شرف على صدور السوريين ،رسموا ملامح النصر ورحلوا …ولكن لا زالت أرواحهم الطاهرة تخط البطولات والانتصارات. فهم باقون وبعد اليوم لن يرحلوا . ليست الكتب والأوراق وحدها التي تضيق بقصص وحكايا شهداء الوطن الذين ارتقوا إلى سجل الخالدين وهم يذودون عن الديار بل إن الكون بأسره لا يتسع لمن بذل روحه رخيصة فداء للوطن وللأرض والعرض، بأقلامهم وأحبارها،ببنادقهم ووقودها يصنعون المعجزات ويكتبون في سفر التاريخ أروع ملاحم التضحية والفداء رجال الله على الأرض بواسل جيشنا العربي السوري عليكم سلام …
قدر سورية الأبية منذ قرون وحتى وقتنا الحالي تقدم قوافل الشهداء قافلة تلو الأخرى في معارك البطولة والتضحية ضد الاستعمار بكل أشكاله وأنواعه والمتآمرين ومن سولت لهم أنفسهم العبث بأمن واستقرار سورية ووحدتنا الوطنية ، فأيام الاحتلال العثماني أصدرت المحكمة العرفية بدمشق حكمها بالإعدام شنقاً على عدد من أعيان الجبل وهم ذوقان الأطرش- يحيى عامر- مزيد عامر- هزاع عز الدين محمد القلعاني- حمد المغوش ونفذ الحكم على دفعتين في شهر آذار عام 1911 في ساحة المرجة بدمشق لتبدأ القافلة الأولى من الشهداء على مذبح الحرية.
وكانت قافلة الشهداء الثانية والثالثة في عامي 1915- 1916 على يد جمال باشا السفاح حيث أعدم11 شهيدا عام 1915 و22 شهيدا في السادس من أيار في كل من ساحة المرجة بدمشق وساحة الحرية في بيروت ووصل عدد شهداء جبل العرب خلال معاركه ضد الاحتلال العثماني إلى أكثر من 1350 شهيداً ومعارك الثورة السورية الكبرى أكثر من 4000 شهيد وقوافل الشهداء أيام الاحتلالين العثماني والفرنسي لم تكن سوى أولى القوافل التي عبرت على جسر الحرية لتسير عليه قوافل الشهداء في معارك البطولة ضد الاحتلال الصهيوني في حرب تشرين التحريرية وفلسطين ولبنان والعراق ضد الاحتلال الأميركي.
واليوم أبناء جبل العرب الأشم كما معظم السوريين يسيرون على نهج الآباء والأجداد في تقديم التضحيات وبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته واستقلاله ويقفون جنباً إلى جنب مع جيشنا الباسل ومعه في خندق واحد في التصدي للإرهاب والإرهابيين على امتداد مساحة الوطن ومشغليه وداعميه من قوى الشر والبغي والعدوان والغرب الاستعماري.
فخلال الحرب الكونية التي تعرض لها الوطن وتكالبت عليه قوى الشر والبغي والعدوان من كل حدب وصوب قدم جبل العرب الأشم آلاف الشهداء على مذبح الوطن دفاعاً عن الأرض والعرض وذودا عن حياض الوطن وحفاظا على استقلاله الذي عمد بدماء المجاهدين والمناضلين هذه الدماء التي ازهرت نصرا مؤزرا على اعداء الوطن . ، فعلى خطا أبطال السادس من ايار وما قبله والثورة السورية الكبرى والتاسع والعشرون من ايار وتشرين التحرير واسطورة الصمود في الحرب على الارهاب والارهابيين ، سائرون فهم الذين صنعوا لنا تاريخاً مجيداً وإرثاً عظيماً من الوطنية والتضحية يجب أن نحافظ عليه ليبقى السادس من ايار من صنع سورية، مسطر بدماء الشهداء وسنحتفل في عيد الشهداء مادامت الشمس تشرق كل يوم