ثورة أون لاين – نيفين أحمد:
استطاعت الفنانة القديرة هيفاء واصف بعد غيابها الطويل عن الساحة الفنية أن تعوض هذا الغياب من خلال شخصيتها المميزة في مسلسل سوق الحرير بدور “ام عبد الله”، كاريزما تضرب على الوتر تحسم في الوقت المناسب وهي كلمة الفصل، كالأخت في كلامها وصمتها. سيدة منزل في داخله المكيدة والمناكفة، ماضيها معذب، تتنفس من خلاله ذكرى ابنها الذي سلبها غيابه هناء العيش تكمن قوة أدائها لدورها في نظراتها من خلال معاناة العينين من الفقد والشوق والإحساس الدائم بالبهجة الناقصة منتظرة لقاء ابنها إليها بعد غياب والذي يقوم بدوره الفنان “سلوم حداد الذي كبر وأصبح شاباً في غربته، وهي كبرت في التحسر على فراقه وتبقي الحسرة كامنة في داخلها وتلبس وجه الصلابة والقوة كالحجر لتحافظ على مركبها وعائلتها.
هي ليست فنانة عادية إنها فنانة مبدعة وهو ليس بجديد علينا حيث إنها استطاعت منذ الحلقات الاولى أن تثبت نفسها بقوة بعد غياب طويل كاد المشاهد أن ينساها، فرضت على زوجة ابنها في العمل طفلاً من زوجته الثانية لتعتني به بعد وفاة والدته من دون أن تخبرها أي الطفلين هو ابنها، هيبتها تلك تشبه أم جبل الغائبة الحاضرة في هيبة هيفا.
الحسم الدرامي يتقنه أمثالها برمشة عين من دون مواربة، تنقذ العائلة بما تراه مناسباً لإنقاذ المركب من الغرق، لا مزاح مع أم عمران تضبط شطحات الزوجات الثلاث وتمنح الأولاد الدفء والحنان وتحسب حساب كل شيء بذكاء.