طالما تحدث الاختصاصيون في التربية والطب والاقتصاد والإعلام وعلماء الدين عن الإسراف في شهر رمضان على موائد الافطار والسحور بأشكال وأصناف وألوان طعام ،للتمتع بمذاق وطعم مميز عن باقي الوجبات الثلاث بقية أيام السنة حيث تعد ست البيت كميات من الطعام تفوق حاجة الأسرة، وترمي فائضها في حاويات القمامة لتتحفهم في اليوم التالي بجديد المأكول والمشروب.
يحدث في رمضان ..تزاحم وتدافش وهرولة في الطرقات والشوارع قبل آذان المغرب، انفلات من انضباط مهني بحجة ارهاق صيام امتد سحوره حتى ساعات الفجر وربما سهر في خيمة رمضانية متخمة بعروض شهية لأطباق عربية وغربية وشرق أوسطية على أنغام العود وآلة القانون وأجواء من الفخامة.
على موعد معلوم استقبلنا رمضان ونحن في راحة جسدية، لا التزام مهنياً، وتحرر من اي واجب اجتماعي بحضور جسدي ..لا تنزه ولاتسوق ..لا دوام مدرسي ولاجامعي، الكل همه الفوز بالصحة والعافية والتصدي للكورونا بحجر صحي وانعزال منزلي، غير الكثير من سمات الحياة البيتية والاجتماعية، وغادرتنا كثير من العادات الصحية والاجتماعية والاقتصادية طوعاً أو كرهاً.
حضر رمضان ونحن نعاني القلق من وباء عالمي، لتهنأ الروح مع راحة الجسد بصيام يفقد الجسم بعضا”من تلبكات ،يسببها الافراط في تناول الاطعمة، وكان فرصة الفرص لهدم اكتناز جسدي أحدثه مللا”من فراغ اتسعت مساحته في الحجر المنزلي وعجز البعض عن استثماره بالشكل الأفضل، وعلى غير العادة وبشجاعة وجرأة، دون أي ارتباك وإحراج تقدمنا من الأقرباء والأصدقاء والجيران بعذر وقائي من تبادل لعزائم افطار تفخر بما لذ وطاب أراحت كاهلنا من أعباء مادية تضاعفت في الحجر المنزلي.
تجربة رمضانية جديدة ..غيبت بعض العادات الاستهلاكية ونتمنى أن تخرج من حياتنا إلى غير رجعة، وأنعشت عادات اشتقنا لها وافتقدناها في بعض المواسم الرمضانية كالسكبة (تبادل الجارات لأطباق شهية محلية متواضعة ) وبرزت مبادرات اعلنت عن نفسها بمعزل عن أصحابها لتزرع الدفء في أوصال المجتمع، وتطرد فلول الخوف من الغد ويقيني أنه الأجمل، مع الإحساس بالآخر في رمضان وغيره من أشهر السنة.
تجربة رمضانية عشناها غنية بدروس الصبر والارادة ..التكافل الاسري والاجتماعي،
ستبقى في الذاكرة، نعلمها لصغارنا خبرة ومهارة وقوة لبناء الغد الأجمل.
عين المجتمع- رويدة سليمان