حتى مع الظروف الصعبة والتحديات التي فرضت معاناة كبيرة في إنجازالخطط، تسجل وزارة التربية متابعتها العمل في مختلف جوانب وتشعبات العملية التربوية والتعليمية، والتي تؤكد حرصها على تحقيق العديد من المهام، سواء ما يخص العمل التربوي أو لناحية السعي لتطوير محاور العملية التعليمية من مناهج وامتحانات وكوادر وغير ذلك كثير.
فبالتوازي مع تنفيذ الخطط المقررة لمجالات العمل كافة بدا واضحاً جداً اهتمام الوزارة بتوصيات مؤتمر التطوير التربوي الذي عقد في شهر أيلول العام الماضي تحت شعار رؤية تربوية مستقبلية لتعزيز بناء الإنسان والوطن عبر خطة تنفيذية وبرنامج زمني تتبع لتنفيذ توصيات ذات أهمية من حيث ملامستها وشمولها لجميع جوانب عمل القطاع وتحقيق نقلة نوعية ملحوظة في ذلك.
إذ بدا ملفتاً حالياً المشروع الذي تبنته التربية وأطلقته لبداية العام الدراسي الجديد تحت عنوان “استعدوا للالتحاق بالمدرسة” بهدف افتتاح شعب صفية مجهزة تتناسب مع طفل الروضة لعمر خمس سنوات بالتعاون مع منظمة اليونسيف في إطار الخطة التي اعتمدت لتنفيذ توصيات مؤتمر التطوير التربوي وبهدف تهيئة الأطفال لمرحلة التعليم الأساسي.
فعبر عدد من الشعب يصل لأكثر من ثلاثمائة شعبة صفية في عدد من مدارس الحلقة الأولى في المحافظات سينطلق المشروع ويتم تسجيل الأطفال المستهدفين وفق التعليمات المحددة بالتزامن مع عمليات تسجيل الأطفال في الصف الأول الأساسي ممن تنطبق عليهم شروط القيد والقبول المعتمدة.
وكون المشروع يستهدف سن التحضير للالتحاق بالمدرسة لأطفال الخمس سنوات ممن سيصبحون لاحقاً طلاباً نظاميين في الأول الأساسي، فهو يعد غاية في الأهمية لجهة تبني التربية له وتنفيذه خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، والأهم هو الإشراف والمتابعة وتأمين احتياجات الشُّعب المفتتحة.
ويبدو من الضرورة العمل لمزيد من التوسع التصاعدي للمشروع وافتتاح أكبر عدد من الشُّعب ليشمل مدارس أكثر ويستهدف أكبر عدد من الأطفال بما يحقق رفع نسبة الالتحاق برياض الأطفال، خاصة وأنها نسب متدنية قياساً ببقية الدول، إضافة إلى ما يمكن أن يحققه المشروع في مساعدة الأسر وتشجيعها لتسجيل أطفالها في رياض الأطفال، واستفادة الأطفال من مزايا ومقومات المشروع وفق أركان تربوية سليمة، بعيداً عن أعباء رياض الأطفال الخاصة وأقساطها المادية المرتفعة، إضافة إلى كونه سيكون داعماً للرياض الخاصة وباقي الرياض وبعيداً عن المنافسة لها.
حديث الناس – مريم إبراهيم