ثورة أون لاين:
أفلام سينمائية قصيرة نقلت ما يتعرض له اطفالنا في الحرب العدوانية على سورية ، وهي أكثر من أن تعدّ، ومهما كثرت هذه الأفلام، لا تفي الواقع المؤلم للطفل حقه، وقد سعى الكثير من المبدعين لتصوير تلك المعاناة التي كانت على أشكال عديدة ومنها فيلم “جوري” و”خلل” و”ياسمين أحمر” و”ألوان” و”عناق” و”حصرم” و”إشارة حمرا” وغيرهم الكثير.
أما أكثر تلك الأشكال ألماً وتأثيراً، فتلك التي ومثلما تصور حرمان الطفل حتى من أحلامه، تصور أيضاً مأساته عندما يصرّ على الهروب إليها إن جارت عليه الحياة، وقد جسدت أفلام عديدة هذا الجانب المؤثر والمحزن..
حول ذلك، تحدثت الفنانة “وئام الخوص” التي شاركت في فيلم “إشارة حمرا” قائلة عن تفاصيل مقاربة واقع الطفل السوري، وأهمية طرح معاناته:
“كان لي أكثر من مشاركة تهتم بشريحة الطفولة، فالفن رسالة يجب أن تصل وإلا ﻻ معنى له، ومن أكثر شرائح المجتمع حاجة لهذا الاهتمام، شريحة الطفولة التي تستحق هذه الاضاءة على مشكلاتها الكثيرة، بسبب تبعات الحرب التي أرهقت عالمها بحقّ، وحرمتها الكثير من الأشياء، ومن الضروري بمكان أن يهتم الفن السينمائي وغيره من الفنون، بحياة الأطفال ومشاكلهم في أيام الحرب، خصوصاً أنهم ذاقوا مرارة المعاناة وهم في مراحل عمرية بأمسِّ الحاجة إلى الرعاية والاهتمام والعيش الآمن.
من هنا كان دور السينما ورسالتها التي عليها أن تقوم بمهامها تجاه المجتمع، ومن الضروري أن تصل للكبار والصغار.. تخاطبهم وتحاكي مشاكلهم وقضاياهم، فمن الضروري أن يركز الفن على عالم الطفولة المظلوم، وليس فقط في زمن الحرب، وإنما في كل الأوقات فالأطفال هم أكثر فئة تستحق أن نحميها من الظلم، الذي علينا أيضاً أن نظهر بشاعته.
مثلاً، عندما شاركت في فيلم “إشارة حمرا” وقمت بدور الأم، وجدت أن الفيلم حمل رسالة واسعة الطيف، وبأبعاد متعددة، وقد اقترب الفيلم من واقع قاسٍ عاشه ذلك الطفل في ظل الحرب، فهو بدأ بالعمل في سن مبكرة ليساعد أسرته مادياً، وكم ترهقه هذه الحالة التي وصل إليها بعد أن عجز عن تحقيق أحلامه، بل عن مجرد التفكير فيها.
آنا عزيز خضر