لعله من أكثر الأخبار المبشرة التي تم تناولها خلال الأسبوع الماضي، والذي تحدث عن الانتهاء من إنجاز مشروع هاضم حيوي في مبقرة حمص هو الأول من نوعه في سورية لإنتاج الغاز الحيوي من مخلفات المبقرة والاستفادة من القسم المتبقي كسماد عضوي للزراعة.
مشروع “الهاضم” بات أمراً واقعاً وتم استلامه بشكل نهائي والأعمال جارية لتدريب العمال على تشغيله وكيفية الإنتاج، إذاً الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بدأت ولا بد من التأسيس لخطوات لاحقة للتوسع في هذا النوع من الاستثمار الاقتصادي والبيئي الذي يوفر الطاقة البديلة دون أن يكون هناك حاجة لاستيراد مواد أولية أو نفطية أو غير ذلك، وبنفس الوقت يساهم في تنظيف البيئة لكونه يستخدم المخلفات التي هي أحد مصادر التلوث ويحولها إلى مواد قابلة للاستخدام في مجالات الطاقة والزراعة كسماد عضوي خال من أي مسببات مرضية.
هذا المشروع يمكن اعتباره نواة للانتقال إلى مرحلة جديدة من استخدام الطاقة بكل أشكالها، فمن خلاله يمكن الاستغناء عن الطرق التقليدية في توليد الكهرباء مثلاً التي تحتاج إلى فيول أو غاز أو حتى مازوت لتشغيل محطات التوليد، في حين أن الغاز المستخرج من الهاضم الحيوي يمكنه القيام بنفس الوظيفة والأداء، ما يفيد في تخفيف تكاليف الإنتاج وعدم الحاجة لاستيراد المشتقات النفطية، وبالتالي إيجاد حلول محلية لمشكلات توليد الكهرباء في عدد من المدن والمناطق التي تعاني من عدم استقرار الكهرباء فيها..
ومن جهة ثانية فإن السماد العضوي الناجم عن هذه العملية يعطي الفرصة لاستخدام بدائل طبيعية وبأسعار مناسبة للمزارعين وتعطي نتائج أفضل من السماد الكيماوي سواء منه المحلي أو حتى المستورد الذي تصل أسعاره إلى مستويات ترهق كاهل الفلاحين..
إن أكثر ما يشجع على الاهتمام بهذه الخطوة والتوسع بها أنها تساهم في الاستغناء عن كل ما هو غير متوفر لدينا والذي نضطر لاستيراده وخاصة المشتقات النفطية، فكثيراً ما انعكس نقصها على أداء الكهرباء وغيرها من القطاعات كالنقل والزراعة والصناعة وأدى إلى تراجع في الإنتاج بجميع تلك القطاعات، وتولدت أزمات عانى منها المواطنون وشكلت ضغطاً على مختلف مناحي الحياة في البلاد.. فهل نبدأ بتعميم التجربة..؟؟.
حديث الناس- محمود ديبو