ثورة أون لاين- علاء الدين محمد:
سلسلة قصصيه للكاتبه ميادة قداح ..قصص قصيرة بأسلوب ينم عن براعة كاتبتها بقواعد اللغه ..اعتمدت فيها على طريقة بعيدة عن السرد المعتاد ..حيث انتهجت أسلوبا أشبه بالبوح ..بوح النفس للنفس بهواجسها وهمومها ومشاعرها ومكنوناتها وخفاياها…. ،تركت مساحة كبيرة لمخيلة القارئ لاستقراء النهايات بفضول المتلهف لمعرفة مصائر أبطال هذه القصص ..لجأت وبشكل كبير الى الاستعارة والتشبيه للتعبير عن لواعج النفس البشرية .
لقد احتل الوطن وهمومه وآلامه حيزا كبيرا من قصصها تلك عن طريق أشخاصه ،وتجلى ذلك في شخصيتها المحورية (شروق )كما جاء في قصتها (أرواح) التي جسدت معاناة و نزيف جراحه بالاضافة الى وجع فراق من نحب … فكان وصفها للرحيل والموت موازيا لمقدرتها على التعبير عن معجزة الولادة الجديدة وتناقض المشاعر فيها بين الألم والأمل المتجدد كما في قصة (لؤلؤتان)
حيث جالت الكاتبه وبرعت في سبر أغوار العمق الانساني ..وقد كان لفلسفة النهاية (الموت) جزء كبير بدى جليا في أغلب قصصها تلك، معبرة عنه بطرق مختلفه ..حيث برعت في توثيق ووصف لحظة النهايه والوداع في قصتها (الدار ) ..لحظة الوداع تلك للحياة برمتها بهوائها وطيورها وأحلامها وعشاقها.
أفرغت الكاتبه أفكارها بأسلوب فلسفي ليس سهلا على المتلقي العادي ، فقد يكاد يكون عصي الفهم لتميزه وتفرده عن طريقة الوصف المعتادة ،ففي قصتها (قبل نقطة الوصول) برز واضحا هذا الاسلوب ..حيث أشارت الى الخيارات التي يقف الانسان عاجزا امامها أو يكون مجبرا لاعتناقها ..
كما أبدعت في استخدام أسلوب الايحاء بشكل لايكاد يخلو من وضوح ممزوج بغموض متعمد ،معتمدة على براعتها ومهارتها حيث غلفت أغلب قصصها به ..ما أضفى مسحة راقيه متميزة ومختلفه عن المألوف ……
الملاحظ في أغلب محكيات نصوص الكاتبة ميادة قداح أنها وثيقة الصلة ببيئتها وشخوصها من وحي الواقع المعاش .
يذكر أن المجموعة القصصية من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ، الغلاف تصميم عبد العزيز محمد .