من بين غايات الصيام وأهدافه «صبرٌجميلٌ» يتحلى به الصائم، يعلمه كظم غيظه في مواقف حياتية، تكثر فيها المنغصات، والغصات المعيشية في غمرة اللهاث لتأمين لقمة العيش،صبراً على أوجاع حربٍ مِن فقدٍ وهجرٍ وضنك عيش.
أيام معدودة ونودع شهر رمضان، شهر الطاعة والانضباط، وشهر الخير والبركة، ومهما تحدثنا عن فضائله فما هي إلا غيضٌ من فيضٍ زاخر بقيم أخلاقية وأعمق المعاني والعبر، فرصة للآباء لتشريب الأبناء هذه الحكم الرمضانية بالقدوة والمشاهدة. رأينا الأطفال يشتهون الجوع، ويهجرون النوم وهم فرحون مستبشرون لأنهم يقتدون بالآباء، رأينا الأطفال يتعلمون أرقى صور التكافل الاجتماعي وبيدهم ما يعرف “بالسكبة” يتشاركون الطعام.
ويضعون بعض ما ادخروه من مصروف “الجيب” في يد العون والخير احساساً بالمسؤولية الاجتماعية.
ليالي رمضان ونظام الطعام واليقظة والنوم و تغيير العادات شهراً في كل عام، تربية رمضانية تعلمنا الكثير من الصبر والجلد وتسلحنا بمهارات حياتية لمواجهة أي تحديات حياتية بعزيمة وإرادة، يجب أن يبقى شهر رمضان قدوة لبقية شهور العام ويجدر بالوالدين استثمار مظاهر الإحسان والبر والإيثار لتوجيه الأبناء إلى السلوكيات الأخلاقية التي تسمو بالمجتمع إلى حيث نطمح من الرقي والتقدم والحضارة وهذه ليست مسؤولية موسمية، هي الوفاء بحقوق الأبناء من حسن تربية وتعليم، وتزويدهم بخبرات وتعريفهم بقيم اجتماعية من خلال القدوة الحسنة.
رويدة سليمان